Skip to main content
search

متى تكشفا عنّي القميصَ تَبَيَّنا

بِيَ الضُّرَّ من عَفْراء يا فَتَيانِ

وَتَعْتَرِفا لَحْماً قليلاً وأَعْظُماً

دِقاقاً وَقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ

على كَبدي من حُبِّ عفراءَ قَرْحةٌ

وعينايَ من وَجْدٍ بها تَكِفانِ

فَعَفْراءُ أَرْجي النّاسِ عندي مَوَدَّةً

وعفراءُ عَنّي المُعْرِضُ المُتَوَاني

أُحِبُّ ابْنَةَ العُذْرِيِّ حُبّاً وإِنْ نَأَتْ

ودانَيْتُ فيها غيرَ ما مُتَدانِ

إِذا رامَ قلبي هَجْرَها حالَ دونَهُ

شَفيعانِ من قَلْبي لها جَدِلانِ

إِذا قلتُ لا قالا بلى ثمّ أَصْبَحا

جميعاً على الرَّأْيِ الذي يَرَيانِ

فيا رَبِّ أنتَ المُسْتَعانُ على الذي

تَحَمَّلْتُ من عفراءَ منذ زَمانِ

فيا لَيْتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوىً

مِنَ النّاس والأَنْعامِ يَلْتَقِيانِ

فَيَقْضي مُحِبٌّ من حبيبٍ لُبانةً

ويَرْعاهما رَبّي فلا يُرَيانِ

أَمامي هوىً لا نومَ دونَ لِقائِهِ

وخَلْفي هوىً قد شفّني وبرَاني

فَمَنْ يَكُ لم يغرضْ فإِنّي وناقتي

بِحَجْرٍ إلى أهلِ الحِمى غَرَضانِ

تَحِنُّ فتُبْدي ما بها مِنْ صَبابَةٍ

وأُخْفي الذي لولا الأَسى لَقَضاني

هوى ناقتي خَلْفي وقُدّامي الهوى

وإِنِّي وإِيّاها لَمُخْتَلِفانِ

هوايَ عراقيٌّ وتَثْني زِمامَها

لِبَرْقٍ إذا لاحَ النجومُ يَمانِ

هوايَ أمامي ليس خلفي مُعَرِّجٌ

وشَوْقُ قَلوصي في الغُدُوِّ يَمانِ

عروة بن حزام

عروة بن حزام (? - 30 هـ / ? - 650 م) عروة بن حزام بن مهاجر الضني، من بني عذرة. شاعر، من متيّمي العرب، كان يحب ابنة عم له اسمها عفراء نشأ معها في بيت واحد، لأن أباه خلفه صغيراً، فكفله عمه. ولما كبر خطبها عروة، فطلب أبوها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن، وعاد بالمهر فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء بالشام فلحق بها، فأكرمه زوجها. فأقام أياماً وودعها وانصرف، فضنى حباً، فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى (قرب المدينة). له ديوان شعر صغير ولكنه ممتاز.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024