متى تكشفا عني القميص تبينا

ديوان عروة بن حزام

متى تكشفا عنّي القميصَ تَبَيَّنا

بِيَ الضُّرَّ من عَفْراء يا فَتَيانِ

وَتَعْتَرِفا لَحْماً قليلاً وأَعْظُماً

دِقاقاً وَقَلْباً دائمَ الخَفَقانِ

على كَبدي من حُبِّ عفراءَ قَرْحةٌ

وعينايَ من وَجْدٍ بها تَكِفانِ

فَعَفْراءُ أَرْجي النّاسِ عندي مَوَدَّةً

وعفراءُ عَنّي المُعْرِضُ المُتَوَاني

أُحِبُّ ابْنَةَ العُذْرِيِّ حُبّاً وإِنْ نَأَتْ

ودانَيْتُ فيها غيرَ ما مُتَدانِ

إِذا رامَ قلبي هَجْرَها حالَ دونَهُ

شَفيعانِ من قَلْبي لها جَدِلانِ

إِذا قلتُ لا قالا بلى ثمّ أَصْبَحا

جميعاً على الرَّأْيِ الذي يَرَيانِ

فيا رَبِّ أنتَ المُسْتَعانُ على الذي

تَحَمَّلْتُ من عفراءَ منذ زَمانِ

فيا لَيْتَ كلَّ اثنينِ بينهما هوىً

مِنَ النّاس والأَنْعامِ يَلْتَقِيانِ

فَيَقْضي مُحِبٌّ من حبيبٍ لُبانةً

ويَرْعاهما رَبّي فلا يُرَيانِ

أَمامي هوىً لا نومَ دونَ لِقائِهِ

وخَلْفي هوىً قد شفّني وبرَاني

فَمَنْ يَكُ لم يغرضْ فإِنّي وناقتي

بِحَجْرٍ إلى أهلِ الحِمى غَرَضانِ

تَحِنُّ فتُبْدي ما بها مِنْ صَبابَةٍ

وأُخْفي الذي لولا الأَسى لَقَضاني

هوى ناقتي خَلْفي وقُدّامي الهوى

وإِنِّي وإِيّاها لَمُخْتَلِفانِ

هوايَ عراقيٌّ وتَثْني زِمامَها

لِبَرْقٍ إذا لاحَ النجومُ يَمانِ

هوايَ أمامي ليس خلفي مُعَرِّجٌ

وشَوْقُ قَلوصي في الغُدُوِّ يَمانِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عروة بن حزام، شعراء صدر الإسلام، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات