الحربُ والسّلمُ

قالُوا:

– نتيجةُ الحروبِ خلقُ اللُّصوصِ، ونتيجةُ السّلامِ قتلُهم. جورج هربرت

– إنّنا سوفَ نكسَبُ معركتَنا لا بمقدارِ ما نقتلُ من خصومِنا، و لكنْ بمقدارِ ما نقتلُ في نفوسِنا الرّغبةَ في القتلِ. المهاتما غاندي

– الحربُ هي تسليةُ الزّعماءِ الوحيدةُ الّتي يسمحُون لأفرادِ الشَّعبِ بالمشاركةِ فيها. برغسون

– الحربُ هي أنْ تلتهمَ الأرضُ لحومَ البشرِ. مانشيوس

– إنّ الّذينَ يعملُون لنشرِ الحربِ والدّمارِ لا يرتاحُون ساعةً؛ الأجْدى بنا دعاةَ السَّلامِ أن نجتهدَ أكثرَ. بوب مارلي

– الخوفُ من الحربِ أسوأُ من الحربِ نفسِها. سينيكا

– الانتصاراتُ الحقيقيّةُ والدّائمةُ هي انتصاراتُ السّلامِ، وليستْ انتصاراتِ الحربِ. إمرسون

– والحربُ لو يعلمُون لا تستعِرُ نيرانُها في أجوافِ المدافعِ، بل في قلوبِ النّاسِ وأفكارِهم أيضاً. ميخائيل نعيمة

– أكثرُ المعاركِ البشريَّةِ إيلاماً لا تكونُ بين الخيرِ و الشّرِّ، بل بينَ أهلِ الخيرِ بعضِهم بعضاً. هاريسون

– كنْ مثلَ الضّوءِ في الظّلامِ وكُنِ الهدوءَ في وسطِ العاصفةِ، وكنِ السَّلامَ حينَ تندلعُ الحربُ. مايكل دولان

– الحربُ همجيَّةٌ منظَّمةٌ مهْما حاولتَ التَّنكُّرَ. نابليون بونابرت

– الحربُ هي التّجارةُ الّتي يقتاتُ منْها الملوكُ. جون درايدن شاعر (1631 – 1700)

– ليس القويُّ مَن يكسَبِ الحربَ دائماً، وإنّما الضّعيفُ مَن يخسرُ السّلامَ دائماً. فولتير

وأقولُ:

– الحربُ فناءٌ، والسّلمُ بقاءٌ ورخاءٌ.. الحربُ جهلٌ، والسّلمُ معرفةٌ وفكرٌ.

– الحربُ همجيّةٌ ووحشيّةٌ، والسّلمُ حضارةٌ وإنسانيّةٌ.

– الحربُ هي الجحيمُ الّتي يُوقِدُ نيرانَها شياطينُ البشرِ، ووقودُها الفقراءُ والأبرياءُ والشّرفاءُ، أمّا السّلمُ فنعيمٌ يصنعُه ملائكةُ البشرِ، يرفلُ الجميعُ في ظلّهِ بالنّعمِ والمحبّةِ والسّلامِ.

– الحربُ مخالبُ الشّياطينِ يُنشِبُ أظفارَها الأشرارُ في جسدِ الحمَلِ الوديعِ الّذي أدعوهُ السّلامَ.

– بالسّلمِ تقتربُ الأرضُ من نعيمِ السّماءِ، وبالحربِ تُحشرُ الدّنيا في جحيمِ الأرضِ والسّماءِ.

– بالسّلمِ تتخلّصُ الأممُ من آلامِها وأمراضِها، وبالحربِ تُسلِمُ رقابَها لكلِّ أعداءِ البشريّةِ من قوى الطّبيعةِ.

– بالسّلمِ تنهضُ الأممُ نحوَ مجدِ الحضارةِ والرّقيّ، وبالحربِ تغوصُ في أوحالِ الفقرِ والجهلِ والانحطاطِ والتّخلّفِ والهمجيّةِ.

– بالسّلمِ يسمُو الفكرُ وتتسامَى النّفوسُ إلى عالمِ الملائكةِ، وبالحربِ ينحَطُّ الفكرُ وتنحدِرُ النّفوسُ إلى عالمِ الأبالسةِ.

– بالسّلمِ تحْيا النّفوسُ وتهيمُ الأرواحُ في عالمِ الملائكةِ، وبالحربِ تَفْنى النّفوسُ وتحترقُ الأرواحُ في جحيمِ رجماءِ الأرضِ.

أيّتُها الحربُ..

ماذا أقولُ وحروفُكِ تُوحي بالخوفِ والرّعبِ والخرابِ والدّمارِ؟!

ماذا أقولُ وحروفُكِ تُوحي بالبشاعةِ والشّناعةِ والرّهبةِ والهمجيّةِ؟!

ماذا أقولُ وأنتِ عنوانُ القوّةِ والغطرسةِ والرّياسةِ والسّياسةِ؟!

ماذا أقولُ وأنتِ حديثُ العالمِ ماضِياً وحاضراً ومستقبَلاً؟!

ماذا أقولُ وكلُّ أمّةٍ من أممِ الأرضِ تتبجّحُ بامتلاكِ أحدثِ وأشدِّ وسائلِ التّدميرِ الشّاملةِ فتكاً وقتلاً؟!

ماذا أقولُ وكلُّ أمّةٍ من أممِ الأرضِ تتسابقُ إلى حلباتِكِ سباقَ الأعاصيرِ لتدميرِ كلِّ معالمِ الحضارةِ والتّمدُّنِ؟!

ماذا أقولُ وكلُّ أمّةٍ من أممِ الأرضِ تتهافتُ إليكِ بذريعةِ فرضِ السّلامِ على العالمِ؟!

ماذا أقولُ وليس بينَ أممِ الأرضِ أمّةٌ تنزعُ إلى امتلاكِ السّلمِ بأدواتِ السّلمِ؟!

ماذا أقولُ وليس بينَ أممِ العالمِ أمّةٌ تسعَى إلى إصلاحِ العالمِ وانتزاعِ فتيلِ الحربِ لفرضِ السّلامِ؟!

ماذا أقولُ وليس في قوانينِ العالمِ قانونٌ يُحاسبُ المجرمينَ الّذين بغَوا وطغَوا وقتلُوا وشرّدُوا ملايينَ الأبرياءِ؟!

ماذا أقولُ وليس بينَ منظّماتِ العالمِ الّتي تتبجّحُ بالأمنِ والسّلمِ العالميّينِ منظّمةٌ منزّهةٌ عن الظّلمِ وامتلاكِ قوّةِ الكلمةِ والخدعةِ وهيمنةِ القوّةِ؟!

ماذا أقولُ وليس بينَ حكّامِ العالمِ الكبارِ حكيمٌ تنزعُ نفسُه إلى السّلمِ محبّةً بالسّلمِ وصوناً لحقوقِ البشريّةِ المعذّبةِ بكوارثِها ونوائبِها ومحنِها وآلامِها المبرحةِ؟!

ماذا أقولُ وليس بينَ حكّامِ العالمِ الكبارِ عاقلٌ يدركُ النّهايةَ المأساويّةَ الّتي يقودُون إليها العالمَ قيادَ فرعونَ لقومِه؟!

ماذا أقولُ وليس بينَ حكّامِ العالمِ عظيمٌ يسعَى لسلامِ العالمِ وسعادتِه وطمأنينتِه وخلاصِه من آلامِه ومآسيهِ؟!

ماذا أقولُ وليس بينَ حكّامِ العالمِ الكبارِ كبيرٌ بعقلِه وقلبِه يُصلِحُ ما أفسدُوه، ويعيدُ للعالمِ مكانتَه الّتي ينبغِي أن يتبوّأَها سلْماً وحضارةً وتمدُّناً؟!

ماذا أقولُ وأشرارُ العالمِ يقتلُون كلَّ داعيةٍ للسّلمِ، ويسحقُون كلَّ عالمٍ مُصلحٍ يرنُو إلى الإنسانيّةِ الأخلاقيّةِ بقلبِه أو فكرِه؟!

ماذا أقولُ وليسَ في العالمِ رجالٌ يبذلُون أموالَهم في سبيلِ بناءِ صرحِ السّلمِ، كما فعلَ الحكيمانِ الحارثُ بنُ عوفٍ وهرمُ بنُ سنانٍ حينَما أوقفَا الحربَ بينَ عبْسٍ وذُبيانَ بعدَ دفعِ ديّات القتْلى بينَ الطّرفينِ المتَحاربينِ، على نحوِ ما نجدُه من مدحٍ وإعجابٍ بهِما على لسانِ زهيرِ بنِ أبي سلْمى في معلّقتِه:

يَمِيـــــنـاً لَنِعْــــمَ السَّـــــــــــــيِّدَانِ وُجِـــــــــدْتُمَــــا

عَلَى كُلِّ حَــــــــالٍ مِـــــــــنْ سَحِيْلٍ وَمُبْــــــرَمِ

تَدَارَكْتُـمَا عَبْســـاً وَذُبْيَــــــــــانَ بَعْــــدَمَـــــــــــــا

تَفَــــــــانَوْا وَدَقُّـــــوا بَيْنَهُمْ عِطْــــــــــرَ مَنْشَــمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِـعـاً

بِمَالٍ وَمَعْـــــرُوفٍ مِنَ القَـــــــوْلِ نَسْــــلَـمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَلَى خَــــــــــيْرِ مَوْطِــــــــنٍ

بَعِيـــــدَيْنِ فِيْـــهَا مِـــنْ عُقُــــــوقٍ وَمَــــأْثَــــــمِ

عَظِيمَيْـنِ فِي عُلْيَـــــــــــا مَعَــــــــــــدٍّ هُدِيْتُمَـــــا

وَمَـــنْ يَسْتَبِحْ كَنْزاً مِـــــنَ المَجْدِ يَعْظُمِ

ماذا أقولُ وليس في العالمِ حكماءُ يدركُون آثارَ الحربِ ونتائجَها المدمِّرةَ على كافّةِ الأصعدةِ، فليس في الحربِ مُنتصرٌ ومهزومٌ، وإنّما الكلُّ خاسرٌ ومنكوبٌ ومدمَّرٌ خلْقاً وأخْلاقاً:

وَمَا الحَــــرْبُ إِلاَّ مَا عَلِمْتُمْ وَذُقْتُـمُ

وَمَا هُــــــــــوَ عَنْهَا بِالحَــــــــدِيثِ المُرَجَّــمِ

مَتَـى تَبْعَــــثُوهَا تَبْعَـــــثُوهَــا ذَمِيْـــــمَــــةً

وَتَضْــرَ إِذَا ضَرَّيْتُمُـــــــوهَا فَتَضْـــــــــرَمِ

فَتَعْـرُكُكُمْ عَـــــــرْكَ الرَّحَى بِثِفَــــــالِــهَـا

وَتَلْقَـــــــــحْ كِشَــــافاً ثُمَّ تُنْتَـــــجْ فَتُتْئِــــــــمِ

فَتُنْتِـجْ لَكُمْ غِلْمَـــــــانَ أَشْـــــــأَمَ كُلُّهُـمْ

كَأَحْمَـــــــرِ عَـــادٍ ثُمَّ تُرْضِــــــــــــعْ فَتَفْطِـمِ

ختاماً أقولُ مرحَى لكلّ صوتٍ حرٍّ يدعُو إلى السّلمِ وينبذُ كلَّ أشكالِ الحروبِ، وطوبَى لكلِّ عاقلٍ يسعَى إلى السّلمِ بالفكرِ والمالِ والجهدِ، فلربّما تستيقظُ البشريّةُ من كوابيسِ الحربِ؛ لتحلمَ بالسّلمِ وتنعمَ بخيراتِه.

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

الخيرُ والشّرُّ

الخيرُ قالُوا: – غايةُ العلمِ الخيرُ. أفلاطون – إنْ تعبْتَ في الخيرِ، فإنَّ التَّعبَ يزولُ والخيرُ يَبْقى، وإن تلذَّذْتَ بالآثامِ، فإنَّ اللَّذَّةَ تزولُ والآثامُ تبقَى.…

تعليقات