Skip to main content
search

أَثوى وَقَصَّرَ لَيلَةً لِيُزَوَّدا

وَمضى وَأَخلَفَ مِن قُتَيلَةَ مَوعِدا

وَمَضى لِحاجَتِهِ وَأَصبَحَ حَبلُها

خَلَقاً وَكانَ يَظُنُّ أَن لَن يُنكَدا

وَأَرى الغَوانِيَ حينَ شِبتُ هَجَرنَني

أَن لا أَكونَ لَهُنَّ مِثلِيَ أَمرَدا

إِنَّ الغَوانِيَ لا يُواصِلنَ اِمرَأً

فَقَدَ الشَبابَ وَقَد يَصِلنَ الأَمرَدا

بَل لَيتَ شِعري هَل أَعودَنَّ ناشِئاً

مِثلي زُمَينَ أَحُلُّ بُرقَةَ أَنقَدا

إِذ لِمَّتي سَوداءُ أَتبَعُ ظِلَّها

دَدَناً قُعودَ غَوايَةٍ أَجري دَدا

يَلوينَني دَيني النَهارَ وَأَجتَزي

دَيني إِذا وَقَذَ النُعاسُ الرُقَّدا

هَل تَذكُرينَ العَهدَ يا اِبنَةَ مالِكٍ

أَيّامَ نَرتَبِعُ السِتارَ فَثَهمَدا

أَيّامَ أَمنَحُكِ المَوَدَّةَ كُلَّها

مِنّي وَأَرعى بِالمَغيبِ المَأحَدا

قالَت قُتَيلَةُ ما لِجِسمِكَ سايِئاً

وَأَرى ثِيابَكَ بالِياتٍ هُمَّدا

أَذلَلتَ نَفسَكَ بَعدَ تَكرِمَةٍ لَها

أَو كُنتَ ذا عَوَزٍ وَمُنتَظِرٍ غَدا

أَم غابَ رَبُّكَ فَاِعتَرَتكَ خَصاصَةٌ

فَلَعَلَّ رَبُّكَ أَن يَعودَ مُؤَيَّدا

رَبّي كَريمٌ لا يُكَدِّرُ نِعمَةً

وَإِذا يُناشَدُ بِالمَهارِقِ أَنشَدا

وَشِمِلَّةٍ حَرفٍ كَأَنَّ قُتودَها

جَلَّلتُهُ جَونَ السَراةِ خَفَيدَدا

وَكَأَنَّها ذو جُدَّةٍ غِبَّ السُرى

أَو قارِحٌ يَتلو نَحائِصَ جُدَّدا

أَو صَعلَةٌ بِالقارَتَينِ تَرَوَّحَت

رَبداءَ تَتَّبِعُ الظَليمَ الأَربَدا

يَتَجارَيانِ وَيَحسَبانِ إِضاعَةً

مُكثَ العِشاءِ وَإِن يُغيما يَفقِدا

طَوراً تَكونُ أَمامَهُ فَتَفوتُهُ

وَيَفوتُها طَوراً إِذا ما خَوَّدا

وَعُذافِرٍ سَدَسٍ تَخالُ مَحالَهُ

بُرجاً تُشَيِّدُهُ النَبيطُ القَرمَدا

وَإِذا يَلوثُ لُغامَهُ بِسَديسِهِ

ثَنّى فَهَبَّ هِبابَهُ وَتَزَيَّدا

وَكَأَنَّهُ هِقلٌ يُباري هِقلَهُ

رَمداءَ في خيطٍ نَقانِقَ أَرمَدا

أَمسى بِذي العَجلانِ يَقرو رَوضَةً

خَضراءَ أَنضَرَ نَبتُها فَتَرَأَّدا

أَذهَبتُهُ بِمَهامِهٍ مَجهولَةٍ

لا يَهتَدي بُرتٌ بِها أَن يَقصِدا

مَن مُبلِغٌ كِسرى إِذا ما جاءَهُ

عَنّي مَآلِكَ مُخمِشاتٍ شُرَّدا

آلَيتُ لا نُعطيهِ مِن أَبنائِنا

رُهناً فَيُفسِدَهُم كَمَن قَد أَفسَدا

حَتّى يُفيدَكَ مِن بَنيهِ رَهينَةً

نَعشٌ وَيَرهَنَكَ السَماكُ الفَرقَدا

إِلّا كَخارِجَةَ المُكَلِّفِ نَفسَهُ

وَاِبنَي قَبيصَةَ أَن أَغيبَ وَيَشهَدا

أَن يَأتِياكَ بِرُهنِهِم فَهُما إِذاً

جُهِدا وَحُقَّ لَخائِفٍ أَن يُجهَدا

كَلّا يَمينَ اللَهِ حَتّى تُنزِلوا

مِن رَأسِ شاهِقَةٍ إِلَينا الأَسوَدا

لَنُقاتِلَنَّكُمُ عَلى ما خَيَّلَت

وَلَنَجعَلَنَّ لِمَن بَغى وَتَمَرَّدا

ما بَينَ عانَةَ وَالفُراتِ كَأَنَّما

حَشَّ الغُواةُ بِها حَريقاً موقَدا

خُرِبَت بُيوتُ نَبيطَةٍ فَكَأَنَّما

لَم تَلقَ بَعدَكَ عامِراً مُتَعَهِّدا

لَسنا كَمَن جَعَلَت إِيادٌ دارَها

تَكريتَ تَمنَعُ حَبَّها أَن يُحصَدا

قَوماً يُعالِجُ قُمَّلاً أَبناؤُهُم

وَسَلاسِلاً أُجُداً وَباباً مُؤصَدا

جَعَلَ الإِلَهُ طَعامَنا في مالِنا

رِزقاً تَضَمَّنَهُ لَنا لَن يَنفَدا

مِثلَ الهِضابِ جَزارَةً لِسُيوفِنا

فَإِذا تُراعُ فَإِنَّها لَن تُطرَدا

ضَمِنَت لَنا أَعجازُهُنَّ قُدورَنا

وَضُروعُهُنَّ لَنا الصَريحَ الأَجرَدا

فَاِقعُد عَلَيكَ التاجُ مُعتَصِباً بِهِ

لا تَطلُبَنَّ سَوامَنا فَتَعَبَّدا

فَلَعَمرُ جَدِّكَ لَو رَأَيتَ مَقامَنا

لَرَأَيتَ مِنّا مَنظَراً وَمُؤَيَّدا

في عارِضٍ مِن وائِلٍ إِن تَلقَهُ

يَومَ الهِياجِ يَكُن مَسيرُكَ أَنكَدا

وَتَرى الجِيادَ الجُردَ حَولَ بُيوتِنا

مَوقوفَةً وَتَرى الوَشيجَ مُسَنَّدا

أعشى قيس

أعشى قيس (7 هـ/629 -570 م) من أصحاب المعلقات كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعرًا منه. كان يغني بشعره فلقب بصنّاجة العرب.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024