Skip to main content
search

أَلا أَينَ الأُلى سَلَفوا

دُعوا لِلمَوتِ وَاختُطِفوا

فَوافَوا حينَ لا تُحَفٌ

وَلا طُرَفٌ وَلا لُطَفُ

تُرَصُّ عَلَيهِمُ حُفَرٌ

وَتُبنى ثُمَّ تَنخَسِفُ

لَهُم مِن تُربِها فُرُشٌ

وَمِن رَضراضِها لُحُفُ

تَقَطَّعَ مِنهُمُ سَبَبَ الرَ

جاءِ فَضُيِّعوا وَجُفوا

تَمُرُّ بِعَسكَرِ المَوتى

وَقَلبُكَ مِنهُ لا يَجِفُ

كَأَنَّ مُشَيِّعيكَ وَقَد

رَمَوا بِكَ ثَمَّ وَانصَرَفوا

فُنونُ رَداكِ يا دُنيا

لَعَمري فَوقَ ما أَصِفُ

فَأَنتِ الدارُ فيكِ الظُل

مُ وَالعُدوانُ وَالسَرَفُ

وَأَنتِ الدارُ فيكِ البَغ

يُ وَالبَغضاءُ وَالشَنَفُ

وَأَنتِ الدارُ فيكِ الهَم

مُ وَالأَحزانُ وَالأَسَفُ

وَأَنتِ الدارُ فيكِ الغَد

رُ وَالتَنغيصُ وَالكُلَفُ

وَفيكِ الحَبلُ مُضطَرِبٌ

وَفيكِ البالُ مُنكَسِفُ

وَفيكِ لِساكِنيكَ الحَي

نُ وَالآفاتُ وَالتَلَفُ

وَمُلكُكِ فيهِمُ دُوَلٌ

بِها الأَقدارُ تَختَلِفُ

كَأَنَّكِ بَينَهُم كُرَةٌ

تَرامى ثُمَّ تُلتَقَفُ

تَرى الأَيّامَ لا يُنظِر

نَ وَالساعاتِ لاتَقِفُ

وَلَن يَبقى لِأَهلِ الأَر

ضِ لا عِزٌّ وَلا شَرَفُ

وَكُلٌّ دائِمُ الغَفَلا

تِ وَالأَنفاسُ تُختَطَفُ

وَأَيُّ الناسِ إِلّا مو

قِنٌ بِالمَوتِ مُعتَرِفُ

وَخَلقُ اللَهِ مُشتَبِهٌ

وَسَعيُ الناسُ مُختَلِفُ

وَما الدُنيا بِباقِيَةٍ

سَتُنزَحُ ثُمَّ تُنتَسَفُ

وَقَولُ اللَهِ ذاكَ لَنا

وَلَيسَ لِقَولِهِ خَلَفُ

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024