Skip to main content
search

لنا المشرَبُ الأهنا من الموردِ الأصْفَى

إِذا نحن شارفنا العناية واللطفا

نبيت وللشوق المبرّح نازعٌ

يحاولُ من معسول ذاكَ اللَما رشفا

فما بسوى تَرْشافِه ينقَعٌ الصدى

ولا غُلّة الملتاح من برْحِها تُشفى

وأيكيّة باتت تساهمني الجوَى

وبتّ على وجْدٍ أُجرَّعه صِرفا

عراقية حنَّتْ لأوْرق نازحٍ

تُثير غرامي كلّما ناوَحتْ إِلْفا

يروعُ الحشا ترنامُها ويشوقني

تألقُ بَرْقٍ زاد في لوعتي ضعفا

وتشفي أُوامي للقبول رويحة

مع الفجر تهدي من عَريب الحمى عَرفا

شممتُ به ريّا تراوح مهجتي

بأوصاف من أعيتْ مفاخره الوصفا

هو العالم النحرير والقلمُ الذي

رقى شَرَفاً يسمو على سائر الأكفا

أبو الفضل نبراس العلوم محمد

فأكرمْ به حَبراً وأعظم به كهْفا

روى ودرى في العلم كلَّ مؤلَّفٍ

إِذا سِيم لم نعدل بواحدة ألفا

أيا روضةً تحكي النسيم أريجها

إِذا نحن لم نُسْرح بألفافها طَرفا

ويا علماً تنساخ أضواء فضله

فنرعى له في النأي ما لم يكن يخفى

لنا من طريق السمع أسباب وصلة

نمتُّ بها عجزاً ونرجو بها عطفا

ونهدي تحايا للشذا نستديمها

مع النأي لم نحتج لتعريفها كشفا

ونرغب منكم أن تجيزوا وتنعموا

بمروّيكم فهو الرغيبة والزُلَفى

إِجازة إطلاقٍ تخال تمائماً

نقلّدها عقداً ونلبسَها شَنْفَا

ونأمل بالتعميم أن تشملوا بها

شقيقيَّ وابني إذ هي المُطْرَف الأضفا

جزاكم بها الرحمنُ خير جزاءةٍ

وكان لكم في كل كائنةٍ حِلفا

وعذراً لما سطرت عذر مقصّر

ولولاكم ما ازدان نظماً ولا رَصفا

بقيتم بقاء الغيث ينهلُّ مغدِقا

فيحيي به روض الحمى كلّما جفّا

ابن النقيب

عبد الرحمن بن محمد بن كمال الدين محمد، الحسيني، المعروف بابن النقيب وابن حمزة أو الحمزاوي النقيب، ينتهي نسبه إلى الإمام علي ابن أبي طالب، (1048-1081 هـ/1638-1670م)، وعُرف بابن النقيب لأن أباه كان نقيب الأشراف في بلاد الشام، وكان عالماً محققاً ذا مكانة سياسية واجتماعية ودينية.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024