Skip to main content
search

يَطيبُ لِقَلبي أَن يَطولَ غَرامُهُ

وَأَيسَرُ ما أَلقاهُ مِنهُ حِمامُهُ

وَأَعجَبُ مِنهُ كَيفَ يَقنَعُ بِالمُنى

وَيُرضيهِ مِن طَيفِ الحَبيبِ لِمامَهُ

تَعَشَّقتُهُ حُلوَ الشَمائِلِ أَهيَفاً

يُحَرِّكُ شَجوَ العاشِقينَ قَوامُهُ

وَهِمتُ بِطَرفٍ فاتِنٍ مِنهُ فاتِرٍ

لِبابِلَ مِنهُ سِحرُهُ وَمُدامُهُ

فَما الغُصنُ إِلّا ما حَوَتهُ بُرودُهُ

وَما البَدرُ إِلّا ما حَواهُ لِثامُهُ

أَغارُ إِذا ماراحَ رَيّانُ عاطِراً

أَراكُ الحِمى مِن ريقِهِ وَبَشامُهُ

وَأَرتاعُ لِلبَرقِ الَّذي مِن دِيارِهِ

فَيَحسَبُ طَرفي أَنَّ ذاكَ اِبتِسامُهُ

وَأَستَنشِقُ الأَرواحَ مِن كُلِّ وُجهَةٍ

فَأَعلَمُ في أَيِّ الجِهاتِ خِيامُهُ

خُذوا لي مِنَ البَدرِ الذِمامَ فَإِنَّهُ

أَخوهُ لَعَلّي نافِعٌ لي ذِمامُهُ

إِلى العادِلِ المَأمونِ لِلدَهرِ إِن سَطا

بِهِ يَتَجَلّى ظُلمُهُ وَظَلامُهُ

إِلى مَلِكٍ في العَينِ يَملَأُ سَرحَةً

وَيَملَأُ آفاقَ البِلادِ اِهتِمامُهُ

أَخو يَقَظاتٍ لَيسَ يَعرِفُ طَرفُهُ

غِراراً سِوى ما يَحتَويهِ حُسامُهُ

يُقَصِّرُ عَنهُ المَدحُ مِن كُلِّ مادِحٍ

وَلو كانَ مِن زُهرِ النُجومِ نِظامُهُ

فَيا مَلِكَ العَصرِ الَّذي لَيسَ غَيرُهُ

يُرَجّى وَيُخشى عَفوُهُ وَاِنتِقامُهُ

تَقَدَّمَ ذِكرُ الجودِ قَبلَكَ في الوَرى

وَأَصبَحَ مِن ذِكراكَ مِسكاً خِتامُهُ

أَمِنتُ بِلُقياكَ الزَمانَ صُروفَهُ

فَغَيرِيَ مَن يُخشى عَلَيهِ اِهتِضامُهُ

وَأَصبَحتُ مِن كُلِّ الخُطوبِ مُسَلَّماً

عَليكَ مِنَ اللَهِ الكَريمِ سَلامُهُ

بهاء الدين زهير

بهاء الدين زهير (1186 - 1258) (581هـ - 656هـ)، زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين، شاعر من العصر الأيوبي. ولما ظهر نبوغه وشاعريته التفت إليه الحكام بقوص فأسبغوا عليه النعماء وأسبغ عليهم القصائد. وطار ذكره في البلاد وإلى بني أيوب فخصوه بعينايتهم وخصهم بكثير من مدائحه.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024