نظَراتٌ وعبَراتٌ 4 (تشاؤم)

أ‌- نظراتٌ متشائِمةٌ:

o كلّما فكّرْتُ في هذا الشّرقِ الجريحِ، اهتاجَتْ جوارحِي ألماً، وتمنَّيْتُ أن أكونَ طائراً يهجرُ وكرَه إلى حيثُ المستراحُ، فلا عذابَ ولا ألمَ.

o شرقُنا في سُباتٍ عميقٍ، لا تسمعُ إلّا أنّاتِه وحشرجاتِ الموتِ في أنفاسِه، والشُّعوبُ قبورٌ تربضُ على صدورِها الكلابُ والذِّئابُ، فلا تسمعُ إلّا النُّباحَ والعويلَ.

o شرقُنا أسيرٌ وسجينٌ، مكبَّلٌ بالسَّلاسلِ والأغلالِ، فلا تسمعُ شكواهُ إلّا من وراءِ قضبانِ الحديدِ.

o الكرامةُ في شرقِنا تُباعُ وتُشتَري بالنِّعالِ، وتُمرَّغُ بالأوحالِ؛ لأنَّ الّذين يحرسُونَ أبوابَ الكرامةِ، قد دنَّسُوها بقذارتِهم.

o شرقُنا مريضٌ بسرطانِ اللُّصوصِ الّذين سَطَوا على دمِ ثرواتِه، وحوَّلُوه إلى شرايينِهم الخاصّةِ، وبغَوا على جسدِه، وأقامُوا قصورَهم على صدرِه بعد أنْ امتصُّوا حليبَ أثدائِه.

o أُصيبَ شرقُنا بنقصِ المناعةِ المكتسَبةِ (الإيدز)، حينَما فكَّرَ بممارسةِ الجنسِ، وبــ (سارس) الرِّئةِ القاتلِ حينَما حاولَ استنشاقَ نسماتِ الحرّيّةِ، وبالحُمّى حينَما حاولَ أن يعبِّرَ عن مشاعرِه، وبالفالجِ حينَما حاولَ النُّهوضَ من كبوتِه، وبالسَّرطانِ حينَما صُودرَتْ إرادتُه لخلايَا أُعِدَّت في مُختبراتِ الغربِ، وبالزُّكامِ حينَما استخرجَ النِّفطَ من أحشائِه، وبالصّرَعِ حينَما حاولَ التَّفكيرَ في حاضرِه ومستقبلِه، وبالجنونِ حينَما كشفَ السِّترَ عن عوراتِه وعُيوبِه، وبالغثيانِ حينَما فكَّرَ في أمعائِه.

o علماءُ شرقِنا الجريحِ يَهجُرون أوكارَهم إلى وادي عَبْقرَ، حيثُ يكتشِفُ أباليسُ الغـربِ عبقريَّتَهم، ويحوِّلُونَهــا إلى أدواتٍ لصُنعِ حضارتِهم، لكنَّ الغربَ يُصدِّرُ إلينا حُثالةَ ما عندَه من بشرٍ، فيُصبحُون علماءَ مستشارينَ يُهندسُون مستقبلَ شرقِنا، ويمتصُّون دماءَ شعوبِنا.

o الشَّرقُ متآمِرٌ على نفسِه، تتصارعُ أوصالُه، فيُؤذِي بعضُها بعضاً، ومتآمِرٌ مع وحوشِ الغربِ على ذاتِه أيضاً. أمّا الغربُ فمُتآزِرٌ بكلِّ كيانِه، مُتآمِرٌ بكلِّ أجزائِه ضدَّ هذا الشَّرقِ، فتاريخُنا مؤامراتٌ، ومجدُنا خِداعٌ في ليالٍ حالكاتٍ، وشرفُنا ثوبٌ ملطَّخٌ بدماءِ العاهراتِ، ونصرُنا هزيمةٌ تلوَ هزيمةٍ، وإيمانُنا نفاقٌ ورُقْيةٌ تُخطِّطُها أناملُ الدَّجَّالينَ والسَّحَرةِ.

o شرقُنا مَقْبرةُ الأحرارِ، وقفصٌ من الحديدِ والفولاذِ للشُّجعانِ، ووكْرٌ مهجورٌ للجهابذةِ والعباقرةِ والعلماءِ الأفذاذِ، ومزبلةٌ للقذارةِ والقذِرينَ، ومسرحٌ تُحْبكُ فيه كلُّ المؤامراتِ، وتُمثَّلُ فيه كلُّ مسرحيّاتِ القتلِ والصِّراعِ والنَّهبِ والدَّمارِ.

o الشَّرقُ يحلُمُ في مَلءِ معدتِه والتَّخلُّصِ من كابوسِ الجوعِ، فيغْفُو على الطَّوَى، ويَصحُو ملتهبَ الجَوَى.

o الشَّرقُ يحلُمُ في أن يَذوقَ طعمَ الحرّيَّةِ، فينامُ مُثْخَناً بالجراحِ، ويستيقِظُ مضرَّجاً بالدِّماءِ.

o الشَّرقُ يحلُمُ في أنْ يمسحَ دموعَ الأسَى عن وجنتَيْهِ، فيغفُو حزيناً، ويصحُو مكسورَ الوجدانِ من دموعِ القهرِ.

o الشّرقُ يحلُمُ في أنْ ينتصرَ ولو مرّةً واحدةً على أعدائِه، فينامُ مهزوماً، ويصحُو محتلَّاً.

o الشّرقُ يحلُمُ في أنْ يتطوَّرَ خطوةً إلى الأمامِ، فعندَما يتقدَّمُ، تُصبحُ هذهِ الخطوةُ ماضياً أمامَ الشُّعوبِ الأُخرى، وحاضراً أمامَ شعوبِ الشّرقِ.

o الشّرقُ يحلُمُ في أنْ تتحرّرَ إرادتُه من الظُّلمِ والطُّغيانِ، فينامُ على احتلالٍ، ويُفِيقُ على احتلالٍ جديدٍ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن تتّحدَ أشلاؤُه وأجزاؤُه، فينامُ بشِلْوٍ مريضٍ ويستيْقظُ على شِلْوٍ مبتورٍ.

o الشّرقُ يحلمُ في أنْ يُضمِّدَ جراحَه، فينامُ على جِراحٍ، ويستيقظُ على آلافِ الجِراحِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يتحرَّرَ من عاداتِه وأفكارِه الباليةِ، فيَبيْتُ على عاداتٍ وأفكارٍ، وينهضُ على أسوأَ منها وأعْفنَ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن ينهضَ منْ كبوتِه، فكلَّما حاولَ النُّهوضَ، تراجعَتْ عزيمتُه إلى الوراءِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يلبسَ ثيابَ الغربِ، فكلَّما جدَّدَ ثوباً، وجدَ أنّه من مزبلةِ الغربِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يصنعَ تاريخاً، فكلّما خـطَّ سطراً على جبهةِ التّاريخِ، حوَّلتْه أيدي العابِثينَ إلى إرثٍ عائليٍّ أو شخصيٍّ عفنٍ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يحلُمَ أطفالُه، فكلّما فكَّروا في حلمٍ هبطَتْ إليهم كوابيسُ المرارةِ واليأسِ والقُنوطِ، فيَجهضُ الحلمُ قبلَ المخاضِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أنْ يَعزفَ على أوتارِ الحبِّ العفيفِ، فينامُ على عُهرٍ، ويصحُو على عُهرٍ جديدٍ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يتخلَّصَ منَ الإقطاعِ، فيتحرَّرُ من شكلٍ من أشكالِه، ويرزحُ تحتَ أشكالٍ وأنواعٍ وألوانٍ من الإقطاعِ الجديدِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يُعانقَ الفضاءَ، فكلّما حاولَ أن يلثُمَ منه الخُدودَ، وجدَ نفسَه يُقبِّل منه القدمينِ والنّعلينِ، فيُمرِّغُ خدّيهِ في التُّرابِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يُحييَ الضَّميرَ، وكلّما حاولَ، وجدَ نفسَه مُنهمِكاً في أوحالِ الأنانيّةِ والذَّاتيّةِ الدُّونيّةِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن ينفُضَ عن جناحَيهِ غبارَ السِّنينَ، فكلّما انتفضَ، علِقَ جناحاهُ بأوحالِ الأيّامِ واللّيالي.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يخلعَ عباءتَه البدويَّةَ، فكلّما حاولَ خلعَ عباءةٍ، ألبسُوه عباءاتٍ جديدةً.

o الشّرقُ يحلمُ في أنْ يَتساوَى فيه الرِّجالُ والنِّساءُ في الحُقوقِ والواجباتِ، وكلّما حاولَ، وجدَ المساواةَ في تشبُّهِ كليهِما بالآخرِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن ينامَ على السَّريرِ، وكلَّما استيقظَ، وجدَ نفسَه تحتَ السَّريرِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أنْ يرسمَ أمانيَه على دفاترَ، فكلّما أمسكَ بالقلمِ، نفِدَ المِدادُ.

o الشّرقُ يحلمُ في أنْ يتسلَّقَ الجبالَ، وكلّما حاولَ، وجدَ نفسَه في حافَّةِ الهاويةِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يُرضيَ الإلهَ، وكلَّما فعلَ، حــلَّ عليهِ الغضبُ والبلاءُ.

o الشّرقُ يحلمُ في أنْ يَسمعَ صوتَه في الملأِ، فكلّما صرخَ، لم يَسمعْ إلّا صداهُ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يفوزَ بالجنَّةِ، فكلّما سَعى إليها، وجدَ نفسَه في جحيمٍ أليمٍ.

o الشّرقُ يحلمُ في أنْ يَدخلَ التّاريخَ من الأبوابِ، فكلّما دخلَ من بابٍ، لفظتْهُ الحضارةُ من النَّوافذِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يرفعَ رايةَ السَّلامِ البيضاءَ، فكلّما رفعَ رايةً، وجدَها ملطَّخةً بدماءِ القَتْلى والجَرْحى والشُّهداءِ.

o الشَّرقُ يحلمُ في أنْ يُسخِّرَ ما لديهِ من مَواردَ، وكلّما حاولَ، وجدَها مُسخَّرةً للُّصوصِ ومصَّاصي الدِّماءِ.

o الشَّرقُ يحلمُ في أن يَصيرَ غنيَّاً، وكلّما حاولَ، وجـدَ الفقراءَ يتَسكَّعُونَ هنا وهناكَ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يتحرّرَ من جهلِه، وكلّما حاولَ، وجدَ مساميرَ الجهلِ مغروسةً في كيانِه من رأسِه حتّى أخمصِ قدمَيهِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يمتلِكَ قوَّةً تُؤهِّلُه لأنْ يكونَ محتَرَماً بينَ الدُّولِ، وكلّما أعـدَّ قوّةً، وجدَها قد دُمِّرتْ في مهدِها بمخطَّطاتِ المتآمِرينَ.

o الشَّرقُ يحلمُ في أنْ تَسودَ فيهِ قوانينُ العدلِ والمساواةِ، فيَنامُ على ظلـمٍ، ويُفِيقُ على شرائعِ الغابِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أنْ يَحْتسيَ كؤوسَ نشوةِ الحياةِ، وكلّما أعدَّ الأكوابَ، وجـدَها مُتْرعةً بالأسَى والعَلْقمِ.

o الشّرقُ يحلمُ في أنْ يُغرِّدَ كالعصافيرِ والبلابلِ، فكلَّما أنشدَ أغنيةً، هبَّتِ الرّياحُ العاصفةُ فأخرسَتْه بأزيزِها.

o الشَّرقُ يحلمُ في أنْ يطيرَ في الفضاءِ، وكلَّما حاولَ، أسقطَتْه سِهامُ الصَّيّادينَ الغادرينَ.

o الشّرقُ يحلمُ في أن يَبْنيَ مستقبلَه بيدِه، فكلَّما وضعَ لبِنةً فوقَ لبِنةٍ، جاءتِ السُّيولُ، فجرفَتْ كلَّ ما تمَّ مِن بناءٍ.

o الشّرقُ يحلمُ.. ويحلمُ.. ويحلمُ.. ويظلُّ الحلمُ بعيداً.. بعيداً عنِ الواقعِ!

o الشَّرقُ بدأَ أحلامَه بالوحدةِ والحرّيّةِ والاشتراكيّةِ، قبلَ أن يُشبِعَ فكرَه ومشاعرَه وغرائزَه، فتَحطَّمتِ الوحدةُ في صحراءِ النَّقَبِ، وانتحرَتِ الحرّيّةُ أمامَ حدائقِ بابلَ المعلَّقةَ، وأُعدِمتِ الاشتراكيَّةُ بين أبراجِ اللُّصوصِ ومخيَّماتِ الفقراءِ واللّاجئينَ والمضْطَهدينَ!

o الغربُ حَلُمَ، وانتَهى من عصرِ الأحلامِ، وحوَّلَها إلى واقعٍ ملمُوسٍ تتجلّى فيه كلُّ الحضارةِ والتَّقدُّم والازدهارِ.

o أيُّها الشَّرقُ كفاكَ رقصاً وغناءً معَ الدَّجّالينَ من الرّاقصينَ والرّاقصاتِ والمغنِّينَ والمغنِّيَّاتِ.. كفاكَ فقراً وأنتَ تدفعُ (شَوابيشَ وبخاشيشَ) وأتاواتٍ لمن يُحرِّكُون مشاعرَك البهيميَّةَ.

o كفاكَ زناً وأنتَ تتأمَّلُ مواضعَ الإثارةِ في مغنِّيّاتِكَ وراقصاتِكَ ودجَّاليكَ، وعُدْ إلى طُهرِكَ، وتأمَّلْ لِحيَةَ مارسيل خليفة، وهو يُغنّي للكرامةِ العـربيّةِ المهدورةِ، وتأمَّلْ رجولتَك في سروالِ وديعِ الصّافي ونصري شمسِ الدّين، وكُفَّ عن الأحلامِ بين أثداءِ نجْوى وليْلى..

o ألمْ تُشبِعْ نهمَك منَ الوَاواتِ والآهاتِ؟ أرجوكَ كفاكَ واواتٍ وآهاتٍ! ألمْ تَنْتشِ بآهاتِ الرّاقصاتِ وواواتِهم، في المقاصفِ والحاناتِ والحفلاتِ؟! ألا تُعجِبْك وقْفةُ كليوباترا وزنُّوبيا والخنساءِ في شُموخِ أمِّ كلثومَ وفيروزَ حينَ تغنّيَّانِ للشَّرقِ ومدنِه وتاريخِه وبطولاتِه وحضارتِه؟!

o ألمْ تَمَلَّ أيُّها الشَّرقُ من كلماتِ الغريزةِ وحركاتِ الإثارةِ وقصصِ الحبِّ والغرامِ على السَّريرِ وفوقَ الحريرِ؟!

o انتفِضْ أيُّها الشَّرقُ على أصنامِكَ وأوثانِكَ وأزلامِك، وكفاكَ ركُوعاً للقُبورِ والصُّخورِ والصُّدورِ والخُدورِ والبَخُورِ.. وكفاكَ أوهامَ أدعيَةٍ في الأضَاحي والنُّذورِ!

o انتفِضْ على التُّرابِ الّذي مرّغُوا كرامتَك بذرَّاتِه، والثُمْ أشعَّةَ الشَّمسِ وضوءَ القمرِ، وانشُقْ عطرَ الزّهورِ وشَذَا الورودِ النّاعمةِ الغضّةِ النّديّـةِ المُفْعمَةِ بالحياةِ.. وتعلَّمْ أناشيدَ الحرّيّةِ من عصافيرِك الّتي تتراقصُ فرِحةً بجمالِ الطَّبيعةِ، ولا تستَسْلِمْ لصيَّادِيكَ، فأسلِحةُ صيدِهم صَدِئَت، وباتُوا يخشَونَ مِن ظلِّهم الّذي يتبعُهم صباحَ مساءَ، وغنِّ قصيدةَ الإرادةِ مع أبي القاسِمِ الشَّابّي، وتأمَّلْ فلسفةَ الحياةِ والحرّيّةِ الّتي يصنعُها الأحياءُ لا الأمواتُ: (1)

إذا الشّـــــــــعْبُ يَوْمَـــــــــــاً أرَادَ الْحَيَــاةَ        فَلا بُــــــــــــدَّ أنْ يَسْـــتَجِيبَ القَــــــــــــــدَر

وَلا بــــــــــــدَّ لِلَّيـــــــــــــــلِ أنْ يَنْــــــــــجَــلِي         ولا بُــــــــــــــــدَّ للقَيْــــــــــــدِ أَنْ يَـنْـكَسِــــــــر

ومَـــــــنْ لا يُحِــــبّ صُعُودَ الجِبَـــــــالِ         يَعِشْ أَبَـــــــدَ الدَّهْـــــــــرِ بَيْــــــــنَ الحُفَــر

هُــــــوَ الكــــــوْنُ حَيٌّ، يُحِــــــبُّ الحَيَاةَ         وَيَحْتَقِــــــــرُ الْمَيْـــــــتَ مَهْمَـــــا كَبُــــــــــــــرْ

فَلا الأُفْــــــقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُـــــورِ         وَلا النَّحْـــــــــلُ يَلْثِــــمُ مَيْـــــتَ الزَّهَــــــــــر

o قُمْ أيُّها الشَّرقُ وانتفِضْ في وجهِ المستبِدِّينَ من الطُّغاةِ والمجرمينَ، وأطلِقْ صرخَاتِكَ مُدوِّيةً كقصفِ الرُّعودِ وعصْفِ الرِّياحِ، وإنْ شاخَتْ عزيمتُكَ، فالظُّلمُ والطُّغيانُ يَخلقَانِ من الأطفالِ والشُّيوخِ والنِّساءِ أبطالاً، فانظُرْ إلى المختارِ، ولا تَيْأسْ، ففيكَ ألفُ ألفُ مُختارٍ، ولا تَقْلَقْ، ففيكَ عُمرُ وخالدٌ وصلاحُ الدّينِ، وفيكَ أساطيرُ من البطولةِ والرُّجولةِ لا تقِلُّ عن الأوّلينَ، واصرُخْ في وجوهِ المستبدِّينَ: (2)

ألَا أيُّهـــــــــــــــــــــا الظــَّــــــالِمُ المســـــــتبِدُّ           حبيبُ الظَّـــــــــــلامِ، عَــــــــــدوُّ الحَيــَــــــــــاه

سخِرْتَ بأنّـــــاتِ شــــــــعبٍ ضعيفٍ            وكفُّــــــــــــكَ مخضُوبـَــــــةٌ مــــن دِمـَـــــــــاه

رُويـْــــــدكَ! لا يخْدَعَــــــنْكَ الرَّبيـــــــعُ             وصَحْــوُ الفضـــــــاءِ، وضـــــــــوءُ الصَّباحْ

ففي الأفُقِ الرَّحْبِ هـــولُ الظَّـلامِ            وقصفُ الرُّعـــــــــــودِ، وعصْفُ الرّيـــــــاحْ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات