منْ أصْداءِ الرُّوحِ 

تنتابُ الإنسانَ حالاتٌ شُعوريَّةٌ متناقضةٌ، فيَغيبُ بينَ متاهاتِ المشاعرِ والأحاسيسِ، وتمتلِكُه لحظةٌ شعوريَّةٌ مفاجِئةٌ على نقيضِ ما كانَ يجيشُ في نفسِه من انفعالاتٍ، فتنقلِبُ لحظةُ التَّحدِّي إلى استسلامٍ، ولحظةُ الأملِ إلى يأسٍ، وحالةُ الفرحِ إلى حزنٍ.

يومَ قرَّرتُ الرَّحيلَ وحزمْتُ أمتِعتي استِعداداً للسَّفرِ، لم أكنْ أشعرُ إلّا بالتَّحدِّي والصُّمودِ أمامَ سحاباتِ الحزنِ الّتي تنتابُ مشاعرَ الأهلِ والأحبَّةِ، ومشاعرَ المـرءِ نفسِه، لكنَّني لم أكنْ لأستسلمَ إلى تلك الأحاسيسِ؛ وإنَّما كان يومُ الرَّحيلِ يوماً عاديَّاً، بل يومَ فرحٍ؛ لأنَّني سأركبُ شِراَع الرِّزقِ بحثاً عنْ لآلئِ الخليجِ.

لكنَّ لحظةَ الوداعِ كانتْ ضربةً صاعِقةً في أعماقِي، ففجَّرَتْ كلَّ شُجونِي، وبدأْتُ أقرأُ عن كثَبٍ مشاعرَ كلِّ مَـن ودَّعني، ولأوَّلِ مرَّةٍ أحسسْتُ بأنَّني في قبضةِ لحظةِ الوداعِ.

كنتُ في الماضِي أفارقُ أهْلي وأصدِقائي وأحْبَابي دونَما شعورٍ قاتلٍ بمرارةِ البُعدِ والفِراقِ، لكنَّ الوقفةَ الأخيرةَ أمامَكِ يا حبيبتِي وأمامَ أهْلي وأهلِكِ كانتْ هزيمةً لمشاعرِ التَّحدِّي في ذاتي، فانقلبَ عُنفُواني إلى رِقَّةٍ لا تُوصَفُ، وكِبْريائِي إلى استسْلامٍ لدموعٍ خفيَّةٍ لا تُزْرفُ، وحُرقةٍ في القلبِ لا تَرأَفُ! فما السِّرُّ يا تُرى؟!

إنَّكِ أنتِ السِّرُّ يا حبيْبتي، بل أنتِ الحقيقةُ الّتي فجَّرتْ في أعماقِي فيضاً منَ المشاعرِ الإنسانيَّةِ النَّبيلةِ، وأنتِ الرَّسولةُ الّتي ألهمَتْني رسالةَ الحـبِّ والحنانِ، فقلبْتِ قسْوتي إلى لِينٍ، وغُرورِي إلى تواضعٍ، وشُموخِيَ الهشَّ إلى مواجهةٍ مُرَّةٍ معَ الواقعِ، ولأوَّلِ مرَّةٍ فجَّرتِ فيَّ نبعاً منَ الإنسانيَّةِ يفيضُ بالرَّحمةِ والرِّقَّةِ والِّلينِ والعطفِ والمحبَّةِ. آهٍ.. ماذا أقولُ عن حالي؟ هل أنا هُزِمتُ وتحطَّمَتْ كبريائِي حينَما سيطرَتْ عليَّ سحابةُ الحزنِ، فسكبْتِ في أعماقِي قطراتٍ من الدُّموعِ، وأحسسْتُ أنَّني طفـلٌ سيفارقُ لبانَ وحنانَ أمِّه ساعةَ الفطامِ؟! أم أنَّ إنسانيتِي حلَّت في روحِي، فحطَّمتْ حصونَ غُروري وقسْوتي وجَفائِي، وسكبَتْ فيها فيضاً من المشاعرِ النَّبيلةِ؟!

وانقضَتْ لحظةُ الوداعِ، وانطلقْتُ بسيَّارتي من القريةِ برفقةِ صديقِي (راغِب) بسيّارتِه أيضاً، وما زلتُ أشعرُ أنَّني أسافِرُ بجسدِي دونَ روحِي، وكأنَّكِ يا حبيْبتي سلَبتِها منِّي عُنوةً، بل كأنَّ جميعَ المودِّعينَ قد سيطرُوا عليْها.

وفي الطَّريقِ استسلمْتُ إلى شريطِ ذكرياتي وأنا أقودُ سيَّارتي، فلمْ أجدْ في ذاتي إلّا الحسْرةَ والآهاتِ، فأشعلْتُ سجائرِي أعبُّها عبَّاً كطفلٍ يرتشِفُ قطَراتِ حليبِ أمِّه، لكنَّ قسْوةَ الطَّريقِ وطولَ المسافاتِ ولهيبَ النَّهارِ أنسَتْني ذكرَياتي، وشحَذْنا الهمَّةَ لمواجهةِ كلِّ الصِّعابِ وتحدِّي كلِّ المسافاتِ.

وسارَ الدَّربُ بنا وماتَتِ المسافاتُ حتَّى صِرنا على مشارفِ الإماراتِ، وانتهىْ عمرُ الطَّريقِ أمامَ عجلاتِ السيَّاراتِ، واختنقَتْ أوهامُ السَّفرِ تحتَ وطأةِ أقـدامِ عزيمتِنا، ووصلْنا إلى دبي في تمامِ السَّاعةِ الواحدةِ ليلاً يومَ الأحدِ في التَّاسعِ والعشرينَ من شهرِ آبَ عامَ تسعةٍ وتسعينَ تسعِمئةٍ وألفٍ للميلادِ.

أمَّا لحظةُ الوداعِ فلم تنتهِ في نفسِي، ومرارةُ الفراقِ لم تُفارقْ روحِي، ودموعُ الأهلِ وبصماتُ الحزنِ على جباهِ كلِّ المودِّعينَ لم تغِبْ عن ذاكِرتي، ولكنَّ عزائِي في مرارةِ وداعِي وقسوةِ فِراقِي هوَ في هدفي البعيدِ من الغربةِ؛ ذلكَ أنَّني ما تغرَّبتُ وفارقْتُ مضاجعَ الوطنِ، إلّا من أجلِ عينَيكِ يا حبيْبتي يا أحْلى وطنٍ، وإلّا في سبيلِ أنْ أصنعَ مركباً ينقلُني معكِ من شاطئِ الفقرِ والحرمانِ إلى شاطئِ الرَّفاهِ والسَّعادةِ والأمانِ، وسوفَ نُحوِّلُ دموعَ الأهلِ من دموعِ حزنٍ وفراقٍ إلى دموعِ فخرٍ وفرحٍ ولقاءٍ.

فنَامِي قريرةَ العينِ يا مليكتِي، وفراشةَ بستاني! وهَبِي عيونَ الأهـلِ شُعاعاً منَ الأملِ، واغرُسِي في نفوسِهم حقولاً منَ الصَّبرِ والسُّلوانِ، واسكُبِي في مجارِي عُروقِهم فيضاً من ينابيعِ العزيمةِ والإصرارِ والتحمُّلِ، فالغربةُ وإنْ كانتْ قطعةً من العذابِ، فهيَ قطعةٌ من العسَلِ الّذي لا يُستَطْعمُ تذوُّقـُه إلّا حينَما يتذكَّرُ الإنسانُ آلافَ الأميالِ الّتي تقْطعُها العاملاتُ ذهاباً وإياباً بينَ الخلايَا والحقولِ حاملةً رحيقَ الأزهارِ.

فمَرحباً بالغربةِ الّتي تؤرِّقُ العيونَ بحثاً عن لُقمةِ العيشِ! ويا لسعادةِ الغربةِ حينَما تكونُ قطراتٍ من الدُّموعِ، وأنهاراً من عرقِ الجبينِ! ويا مرحباً بالموتِ حينما يريدُ أن يختطفَ روحِي من جسدِي متى يشاءُ!

ويا لسعادتي الغامرةِ حينَما أموتُ في مجاهدةِ الغربةِ؛ لأنَّ نفسي ستطمئِنُّ بعدَها إلى خلودٍ، ولأنَّ الموتَ في سبيلِ الرِّزقِ والحياةِ الكريمةِ حياةٌ وخلودٌ، فالموتُ في تحقيقِ عزَّةِ النَّفسِ شرفٌ عظيمٌ، أنبلُ من أن يموتَ الإنسانُ بحثاً عن كِسرْاتِ الخبزِ بين أنيابِ الأفاعي وظهرانيّ القرودِ في غابةٍ لا تعيشُ فيها إلّا الوحوشُ الكاسرةُ!

حبيبتِي

مُدِّي يديكِ عبرَ المسافاتِ البعيدةِ لتُشابكَ يديَّ في وجهِ المحنِ.

وصُبِّي عزيمتَكِ أنهاراً تتَحدَّى أعاصيرَ الزَّمنِ.

واسكُبي روحَك في روحي لنعيشَ أو نموتَ معاً.

وقولي للكونِ بأسرِه: إنَّنا حبيبانِ سنَبْني لأنفسِنا في الشَّمسِ أحْلى وأنْقى وطنٍ،

ونتحدَّى كلَّ أشكالِ الموتِ والعطَنِ.

وسيُولدُ فجرُنا الجديدُ من عرقِ جبيننِا وقطراتِ دمِنا مهما غلَا الثَّمنُ.

وسـوفَ نتحدَّى عادياتِ الرِّياحِ بلا وهـنٍ.

فهاتي فؤادَكِ يا عُصْفورتي وزيدينِي عشــــقاً

وهَبيني عزيمــــةً لنبنيَ فــوقَ الشَّـــمسِ عشَّـاً

وانثُري كلماتِك في خـــــاطرِي شَهْداً وتِـــبراً

وفجِّري كلـمـــاتِ قــــريحتِي شــــعراً ونثــــــــــــراً

وأيقظِي ظــلامَ ليلِك العاشِقِ علمـاً ونـــوراً

وصادقِي كُتُبي الحبيبةَ المتيَّمةَ ســــــــرَّاً وجهراً

وصُبّي على صفحاتِها نــوراً من عرقِ الجبين

ولا تستسلمي يا غـزالتِي إلى جهلِ السِّنـين

ومزِّقي كلَّ أوراقِــــــك الخريفيَّـــــةِ

وأطلقِي قيودَ براعمِك النَّــديـةِ

فسوفَ تُولَدينَ مــــرَّةً أُخــــــــرى

في قصيــــــدةِ حـبِّي الأزليــَّــــــــــــــة

أيَّتُها الحبيبةُ والشَّريكةُ والرَّفيقةُ

انفُضِي عـن نفسِـك غبـــــارَ السِّـــنـينَ الماضـيــــــــةِ

واسكُبي فيها قطراتٍ من سُحُبِ الأملِ الآتيةِ

وانظُــــــري إلى الوجــــــودِ والدُّنيـــــا بنفسٍ راضيَةٍ

ولا تخشَيْ عليَّ يا حبيبتي مـــن أيـَّــــــــــــة غانيــــــــــــــــــــةٍ

فكلُّ الغـــــواني أمــامَ عرشِكِ للرُّؤوسِ حانيـــــةٌ

وأنتِ حبِّــي كلُّــــــهُ، وأنتِ الأهــــــــــــــــلُ والوطـــــــنُ

وأنتِ حيــــاتي ووجــــــودِي، فلْيشــهدِ الزَّمـــنُ

يا فيرُوزي عندَ الصَّباحِ.. أيُّها الصَّوتُ المخمليُّ الذي إليهِ أرتاحُ

يا مَن تُرجعُني إلى نفسِي وذاتي، فأعيشُ نشْوتي كلَّما غنَّيتِ أغنيةَ حبِّي: (سلِّمْلي عليه)

فتنسابُ ذكرياتُ الِّلقاءِ والوصالِ، ويتردَّدُ صوتُكِ الشَّجيُّ في ثُنائيٍّ رائعِ الأداءِ معَ صوتيْ.

يا نَجَاتيَ الصَّغيرةُ:

لقدْ أنسَيتِني كلَّ أغاني نجـاةَ الّتي حفِظْتُها في الأيَّامِ الماضيةِ؛ لأنَّهـا كانتْ تمثِّلُ كلَّ مراحلِ حبِّي العابرةِ، ولم يعدْ لساني يردِّدُ إلّا أغنيةَ: (شَكْلِ تاني)، وكأنَّ حبـَّكِ طردَ مـن فؤادِي كلَّ أنواعِ الاستعمارِ القديمِ مـن الحبِّ؛ ليحـلَّ محلَّها بأرقَى أشكالِهِ فيصلَ إلى مرحلةِ الإمبرياليَّةِ التي لم تتركْ من قلبي قيدَ أُنمُلةٍ إلّا احتلَّتْهُ.

فحبُّكِ هو الشَّكلُ الثَّاني الـّذي صرعَني ورمَـاني، وأسرَني وسَبَاني، وأغمضَ عينيَّ وأعْماني، وصار سلطانَ زماني، لكنَّه لم يُمِتْني، بل أحيَاني، وبالأماني سقَاني، وبالعطفِ والحنانِ حبَاني، وفي غربتِي صار رمزَ كبريائِي وعُنفُواني.

حبيبتِي أيَّتُها الشَّرقُ الأسيرُ!

كوني امـرأةً شـــــرقيَّةً، وانتصِري على كلِّ العصـــورِ الهمجيَّةِ.

وامسحِي دموعَ كلِّ امرأةٍ تسْحقُها عاداتٌ وتقاليـدٌ بـربريَّةٌ.

وارسمِي على شــفاهِ كلِّ نساءِ الشَّرقِ ابتسامةَ شمسِ الحرِّيةِ.

وبرهِني لكلِّ رجالِ الشَّرقِ أنَّ المرأةَ ليستْ وليمةً سريريَّةً.

بل تسكنُ في كيانِها وفي ثنايَا جسدِها ألفُ.. ألفُ حوريَّةٍ!

وأثبتِي للعالمِ أجمعَ أنَّ الإنسانَ هو الإنسانُ.

وإنْ تنافرَت كلُّ موازينِ البشريَّةِ.

فالرَّجلُ إنسانٌ، إنسانٌ.. إنْ في الشَّرقِ أو في الغربِ.

والمـــــــــــــــرأةُ سحرٌ وجمـــــــالٌ.. إن في العقـلِ أو في القـــلـبِ.

أيَّتُها الإنسانيَّة:

كُوني زنبقةً، نرجسةً، فلَّةً، ياسمينةً، وردةً جوريَّةً، فروحِي عطْشَى للورودِ، وحياتي، بلا عبقٍ، صحراءُ قاحلةٌ خاليةٌ من الرَّحمةِ.

كوني رقيقةً كنسماتِ الرَّبيعِ، فروحِي شفَّافـةٌ مثلَ تُويجاتِ الزُّهورِ تُؤذِيني كلُّ حركةٍ لا تحملُ في أعطافِها فنَّاً من فنونِ المداعبةِ والملاطفةِ.

كوني لي تراباً، أكنْ لكِ فِراشاً ناعِماً من البساطِ الأخضرِ، وثوباً شفَّافاً من الحريرِ ونبعاً عذباً رقراقاً ترشفِينَ منهُ كلَّ مذاقاتِ السَّعادةِ.

كوني غزالتِي وظبيِيَ الغريرَ، فسأجعلُ من روحِي جسراً تعبُرينَ منهُ إلى حقولٍ آمنةٍ تجدِين فيها الظَّلَّ الظَّليلَ، والعشبَ النَّضيرَ، وسلسبيلَ الغديرِ، تُحيطُ بكِ كلُّ أصنافِ العبيرِ، وتُرفرفُ حولَكِ البلابلُ والعصافيرُ، وتُقبِّلُ خدَّيكِ شمسُ الحرِّيةِ حين تميلُ إلى الأصيلِ.

كوني لي يا حبيبتِي، كما أنا لكِ روحاً وجسداً وعقلاً، فأنتِ في خيالي، في يقْظتِي وأحلامِي! صورتُكِ لا تُفارقُ عينيَّ، وكلماتُكِ تُدنْدِن صباحَ مساءَ في أُذنيَّ، وكلُّ حركةٍ فيكِ تمرُّ أمامَ ناظريَّ كأنَّها حقيقةٌ.

أيَّتُها المخلوقةُ في الخيالِ!

اعذُرِيني على فذْلكتِي وثرثرةِ يراعِي، فكلماتي نسيَتْ معانيَها المعجميَّةَ، وحلَّقَت في الفضاءِ بأجنحةٍ من الخيالِ، فالزَّهرةُ عندي ليستْ بضاعةً تُباعُ وتُشْترى وتُتَبادلُ بين أصابعِ العشَّاقِ، بل هي روحٌ عابقةٌ بأريـجِ العشقِ والغرامِ والهُيامِ، والبلبلُ في لغتِي ليسَ طائراً تتمتَّعُ به أهواءُ النَّاسِ في قفصِ الاتِّهامِ، وإنَّما هو مخلوقٌ عجيبٌ يملأُ الأبصارَ سحراً وجمالاً، ويبعثُ في النُّفوسِ أنغاماً شجيَّةً تُحِّركُ أوتارَ القلبِ، وتُهِّذبُ الرُّوحَ وتسْمُو بها إلى عالمِها الملائكيِّ.

صدِّقِيني يا حبيبتِي أنَّني كلَّما لجمْتُ يراعِي عن الكتابةِ، فلا أجدُني إلّا مستسلِماً لعواطفِي الجيَّاشةِ الّتي تسيلُ على فـمِ قلمِي كلماتٍ تحملُ نبضَ فُؤادِي، ونشوةَ روحِي ولوعةَ شوقِي إليكِ يا مَليكتِي!

فسَلامِي إليكِ ما غرَّدَ العندليبُ، وحبِّي لكِ ما هيَّجَ القمرُ أعماقَ البحارِ والمحيطاتِ مدَّاً وجَزْراً، وقُبُلاتي على روحِك الزَّكيَّةِ ما لثمَتِ عاملاتُ النَّحلِ جفونَ الزُّهورِ، وشوقِي إليكِ ما اشتاقَتِ الأرضُ العطْشَى لقطراتِ الغيثِ.

وأنا لكِ إخلاصاً ووفاءً ودفئاً وحناناً كما الشَّمسُ للطَّبيعةِ والوجودِ.. وحياتي كلُّها رهْنُ فداكِ كمَا الشَّهيدُ رهنُ كرامةِ الوطنِ وعزَّتِه وسؤدُدِه ومجدِه.    

 دبي في 28\10\1999م                            

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات