أتت وخيول الهم في القلب ترتكض

ديوان الأمير الصنعاني

أتت وخيول الهم في القلب ترتكض

ورأسِيَ من نار الشواغل أبيض

وقد هيض فكري من أمور تعاظمت

فليس إلى شيء من المجد ينهض

وقد كان قِدْماً لا يجاريه ماجد

ولو أنه يعلو البراق ويركض

فما زال دهري لا رعى الله سربه

على كل ما لا أشتهيه يُحرِّض

إذا رمت أمراً مد كفيه شُلتا

فما لي عرق بعد ذلك ينبض

وأقعدني عن كل عز أرومه

وعرضني قسراً لما عنه أعرض

ويرفعني فيما يظن وإنني

أراه برفعي في الحقيقة يخفض

خلا إنه أبقى لقلبي راحة ال

رسائل عندي للأحبة تعرض

أقبلها من قبل فَضِّ ختامها

وألصقها حينا بقلب يمرض

تجاذبها عيني هناك ومسمعي

تكاد لها عيني من الكف تقبض

ومد لها قلبي يداً من أهابه

فخفت عليها ناره فهي ترمض

ولما دخلنا في رياض نظامها

رأينا الذي قد كان للعجز يفرض

وعاد إلى الإِمكان ما كان قبلها

محالاً وأضحى معجزاً ليس ينقض

وسابقني بالعذر عن طول جفوتي

وألطف فيه إذ بقلبي يعرض

نعم أنا عين المذنبين بجفوتي

وها أنا منكم للرضا أتعرض

عسى عطفة منكم تُكفِّر ما جرى

فإني بعذري عاجز لست أنهض

فقد ما عهدنا المكرمات خيامها

وعليك وأما عن سواك تقوض

وأنحلتني بحراً من العلم زاخراً

وخوضتني ما لم أكن أتخوض

تواضعت عن عز وأنهضت همتي

لما أنت مني في الحقيقة أنهض

فأهلاً وسهلاً إن أترك واجب

علينا كفرض في الشريعة يفرض

بقيت إماماً للمعالي مملَّكاً

أزمتها فيما تروم تفوض

سلام على علياك مسكٌ وعنبر

تطيب به الأكوان إبَّانَ ينفض

وإني بادٍ إن حضرت وإن أنا

بدوت فلا أبدي ولا أتعرض

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات