آه من برق إليكم قد روى

ديوان الأمير الصنعاني

آه من برق إليكم قد روى

أنني في ضحك وقت للسمر

لا يريد الصب أن يكذبه

فَلَكمْ أسند عنه من خبر

وإذا صدقه ساءكم

فالذي عندي من العذر ظهر

إنه خاف بأن يوحشكم

إن روى عني لكم ما قد نظر

حين أخفت نار وجدي ضوءه

ورمْتُه إذ رأته بشرر

فأتاها خاضعاً مستجدياً

طالباً من ضوئها بعض أثر

فَحَبْتُه جذوة من نارها

قسماً لولا سناها ما ظهر

وأراد الصب أن يصبحه

جذوة تحرق من ضل وضر

من وشاة شددوا ما بيننا

غير أن البرق عنه ما استقر

سمع الأنة فارتاع لها

قال ذا رعد فقالوا ومطر

إنها أنة صب قد قضى

نحبه وجداً ولم يقض وطر

بعدها الطوفان من أدمعه

فانج إن كان ينجيك الحذر

فرقاً من فرق أفق السماء

لبس السحب قميصاً ثم زرّ

وغدا ينظرها مسترقاً

ما تراه كلما لاح استتر

وأتى ريح الصبا من سفحكم

قلت يا ريح لقد طال السفر

رحت من عندي نسيماً فلما

عدت يا ريح سموماً للبشر

فأجابت لا تعنفني فقد

كان في أمري لغيري مزدجر

جئت محبوبك في مجلسه

قاعداً في خلقه بعض الكدر

لم يقم لي مثل ما أعهده

لعناقي بل رآني واكفهر

ثم أومى لي أن اقعد ههنا

خلف ذا الستر وللجفن كسر

فعلينا أعين ترقبنا

ليته لم يبق للعين أثر

فإذا السجانُ خلفي قائلاً

هل لديكم من نسيم قد عبر

فلقد ألزِمْتُ أن أجسنه

قال ما عندي من هذا خبر

قلت يا ريح وماذا إلا فترا

حسبك اللّه أما خفت سقر

هذه أشعاره تشعرنا

أنه في البحر يختار الدرر

أو رقي في أفق السموات العلى

فأتى بالشهب نظماً إذ شعر

أو خلا فافتض أبكار العلى

وحبانا كل معنى مبتكر

أو له الآداب قيدت فنهى

بالذي يهواه فيها وأمر

أو له قلب صبور لا يرى

فارغاً إن مسه سهم القدر

أسأل الرحمن أن يُعْقِبَهُ

راحةً تنسيه أنواع الضرر

مطلعاً شمس وصال أشرقت

ويرينا منه وجهاً كالقمر

ويرينا راحة نلْثُمُهَا

طالما أبكَتْ من الجود المطر

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الأمير الصنعاني، شعراء العصر العثماني، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات