صحوة الدولة المحمدية.

لم تخل الحضارة الاسلامية، بدءا من نزول الوحي على النيى الحبيب و خاتم المرسلين سيدنا محمد صلوات الله عليه و سلم لقيام الساعة من مسارات حساسة للغاية، طبعت في ذاكرة التاريخ الحافل للانسانية جمعاء، و كم يحز في نفوسنا ذكر اسم علمين ترسخا في المسيرة الخالدة لهذه الديانة السماوية السمحة، نتوقف اجلالا و نترحم على روحيهما الطاهرتين، و هما كل من الصحابيين الجليلين و الخليفتين عثمان ابن عفان و علي ابن ابى طالب رضي الله عنهما و كرم مقامهما بالجنان و الفردوس الاعلى.

وفق الرسول الكريم محمد صلوات الله عليه و سلم من لم شتات العديد من الصحابة رضوان الله عليهم، كانوا قبلها في جاهلية عمياء و نفوسهم مهزوزة و مشتتة، و لما تابوا عن المعاصي و ساروا على نهج سوي كما ارشدهم النبي المصطفى، فكونوا  قاعدة صلبه ،و تم ارساء و توسيع رقعة الدولة التوحيدية، انطلاقا من الجزيرة العربية و عبورا نحو باقي الامصار و الاصقاع بكل ارجاء المعمورة. لكن اهل الشرك و الظلال بقوا يعاندون و يصدون المسلمين اينما كانوا او وجدوا و منعوهم من نشر تعاليم الدين الجديد، و لشدة ترسخها في قلوب المسلمين، ما وجد هؤلاء الكفار لافشال سعيهم، سوى احداث الفتنة بين صفوفهم، و هز كيان المهديين  بوفاة الرسول بعد حجة الوداع. 

لما صارت الخلافة لعثمان رضي الله عنه، استطاع توسيع رقعة المسلمين، و جمع القران الكريم و و دون سوره مستعينا بامهر القارءين و الحافظين لكتاب الله العظيم، و عند وقوع الفتنة بعهده، من المرتدين الذين امتنعوا عن اداء فريضة الزكاة لبيت مال المسلمين، استغل المشركون هذا النزاع بين الفرق المسلمة، و كلفوا واحدا منهم يلقب بصاحب المهمات القذرة يدعى ملجم المرادي المنحجي، يعد من اهم اتباع فرقة الخوارج، و اقترن اسمه بمقتل الخليفة علي كرم الله وجهه، حين وجه اليه ضربة براسه بسيف مطلي بسم زعاف، فمكث رضي الله عنه ثلاث ليال يصارع الموت و تفي رحمه الله عليه في يوم 21 رمضان 41 هجري، ظن يومها اتباع الشرك انهم قد تمكنوا من كسر شوكة المسلمين بوفاته، لوما اجتمع الصحابة و ولوا  الحسن ابنه خلافة المسلمين بعد تلك الفاجعة الحزينة، و كان اول ما امر به الامام الحسن رضي الله عنه هو اطفاء نار الفتنة بالكوفة بعد مقتل اخيه الحسين رضي الله عنه،و بالموازاة، شيعت له احدى نساء التابعين تدعى عيادة من قدامة، خبر بسر بن ابي ارطاة، الذي ينتمي لقبيلة قريش، و هو جليس لمعاوية ابن ابي سفيان مدة دامت حوالي17 عاما تقريبا، اراد بسر الانتقام لمقتل عثمان ابن عفان، و اتهم الانصار و اصحاب محمد بيثرب بتلك الحادثة، فقام بشن حملة شنيعة بالحرم النبوي و غار عليهم بغتة، فصرع مءتين منهم كانوا يوالون الامام علي كرم الله وجهه، فسد ابواب المدينة المنورة من كل الجهات، و كاد ان يقضي عليهم جميعا بلا رحمة و لا شفقة، كما انه تجرا على سبي بعض نساء خصومه المسلمات و باعهن في سوق الرقيق عنوة، و هي سابقة في تاريخ الاسلام انذاك. بعدها قتل الملجم قصاصا بامر من الامام الحسن ابن علي كرم الله وجههما، و بعد البيعة مباشرة، قام باسترجاع السيطرة كليا في الكوفة و الحجاز و اليمن.

ان هذه الوجوه البارزة في التاريخ الاسلامي تعد منبعا غزيرا لنا، نستقي منه العبر و المواعظ حتى نتفادى الوقوع في الزيغ و التيه و نستمسك بالعروة الوثقى لديننا الحنيف، و انه يتحتم علينا الا نقع في موجة التظليل و المفارقات المصطنعة من الحزبية و النزعات الطاءفية، لذا ايها العبد المؤمن، احذر ان تبيع ذمتك و شرفك، و تبتعد عن دين الحق، و تعلم كيف تصحح مناهجك حسب ما تقتضيه الحاجة و الضرورة، كل ما يتوجب علينا الان نحن المسلمون هو توحيد الكلمة والسير قدما لننير غدنا و نكون خير خلف لخير سلف..كنا دوما سباقين لصناعة تاريخ مرصع من امجاد و بطولات شهداء شامخين، مهما حاولوا ان يشنوا حروبا ضدنا للننسلخ من اراضينا، نحن لن نتراجع عن مبادءنا و ثورتنا لاصدق دليل على شرعية قضيتنا.. و كما يقول المثل الاصيل: لكل جواد كبوة، و لكل مقام مقال، فاستغفروا واستعيذوا بالله من شر البلاء، و حصنوا نفوسكم و توبوا الى بارءكم في كل وقت و في كل حين، فالروح بين مكيالين، فارجحوها لغعل الخير الى حين ترد الامانة، و الحمد لله ان اهتدينا بنعمة الايمان والامان.






Recommended1 إعجاب واحدنشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

لُغتُنا.. هُويّتُنا

المقدّمةُ الحمدُ للهِ ربّ العالمينَ الّذي نزّلَ القرآنَ العظيمَ هدىً ورحمةً للعالمينَ، وخصّهُ بلغةٍ بالمعاني تَتَعالى، وبالألفاظِ تتَباهَى، وبالبلاغةِ تتَهادَى، جلِيـلةً في قَدْرِها، عظيمةً في…

تعليقات