Skip to main content
search

مِن قبلكم خلتِ الآياتُ والنذرُ

وكان فيها – لأهل العلم – مُعتبرُ

وغيّرتْ هذه الآياتُ مُتجّهاً

وإنما الحق – بالآيات – ينتصر

وكم أزاحت عن الأنظار من غبش

وكم هدتْ – لصراط الله – مَن كفروا

وكم أضاءت دروباً طالما حَلكتْ

والعلمُ إن ساد فهْو الشمسُ والقمر

وللأدلة جَدواها وجَذوتها

في كل عقل يُواليها ويدّكر

وما الثوابتُ إن خبَتْ أدلتها

إلا تخاريفُ – بين الناس – تُحتقر

والعالِمُ الفذ مَن يُدلي بحُجته

على الحقائق ، يُزجيها لمن ذكروا

ولا يُرَجّح رأياً لا يُصدِّقه

عقلٌ بوحي مليك الناس يأتمر

وليس ينصر رأياً لا دليل له

وليس قط – على الأهواء – يقتصر

ولا يزخرف – بالتدليس – باطله

ولا تراه – بزيف القول – ينبهر

ولا يؤصِّلُ – للتزوير – مدرسة

وليس قط – إلى التلبيس – ينحدر

ولا يجاري الألى عهودُهم مَرجتْ

ولا يتابع مَن – في غيّهم – سَدروا

بل يجعل النص فيما يجتبي حَكماً

ويصطفي لفظه دوماً ، ويفتكر

ويُخضِع الجهدَ للتمحيص مُحتسباً

وعند رب الورى الثوابُ والأجُر

وليس يُهدِر جُهداً جاد باذله

به ، وليس – إلى الصواب – يفتقر

ولا يُحَقّر شأن السادة العُلما

مَن بالعلوم وأسرار الهُدى خبَروا

ولا يبعثر مجهود التقاة سُدىً

مِن الذين قضَوْا ، والبعضُ ينتظر

وليس يُصْدِر أحكاماً يُصاحبُها

هوى النفوس ، كمن بالعلم يتجر

شأن الذي عاش – بالإفتاء – مُرتزقاً

وإن عُقبى الذي باع الهُدى سَقر

والعلمُ يأنف مِن غاوٍ ومُرتزق

بالعلم يأكلُ ، خابَ الكاذبُ الأشر

والعلمُ إن شابه التطويعُ ما انتفعتْ

به الخلائق ، لا بدوٌ ولا حَضر

والعلمُ ما ثبتتْ – قطعاً – أدلته

أو صحّ – نصاً – عليه الخُبْر والأثر

وعَضّدَته مِن الأثبات كوكبة

بمثلهم بين أهل الأرض يُفتخر

ولم يخالفْ نصوصَ الوحي مُعتمداً

على كلام الألى رَشادَهم خسِروا

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024