Skip to main content
search

فما لكما من حادِيَيْنِ رُمِيتُما

بِحُمّى وطاعونٍ أَلا تَقِفانِ

فما لكما من حادِيَيْنِ كُسِيتُما

سرابيلَ مُغْلاةً من القَطِرانِ

فَوَيْلي على عفراءَ وَيْلٌ كأَنَّهُ

على النَّحْرِ والأحشاء حَدُّ سِنانِ

أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عفراءَ مُلْتقى

نَعَمْ وألا لا حيث يَلْتَقِيانِ

أَحَقّاً عِبادَ اللهِ أَنْ لستُ زائراً

عُفَيْراءَ إلاّ والوليدُ يَراني

كَأَنّي وإِيّاهُ على ظَهْرِ موعِدٍ

فقد كِدْتُ أَقْلي شَأْنَه وقَلاني

لَوَ أَنَّ أَشَدَّ النّاسِ وَجْداً ومِثْلَهُ

مِنَ الجِنِّ بعد الإِنْس يَلْتَقِيانِ

فَيَشْتَكِيانِ الوجْدَ ثُمَّتَ أَشْتكي

لأَضْعَفَ وَجْدي فوقَ ما يَجِدانِ

وما تَرَكَتْ عفراءُ مِنْ دَنَفٍ دوىً

بِدَوْمَةَ مَطْوِيٌّ له كَفَنانِ

فقد تَرَكَتْني ما أَعي لمحدِّثٍ

حديثاً وإِنْ ناجَيْتُهُ ونَجاني

وقد تَرَكَتْ عفراءُ قلبي كَأَنَّهُ

جَناحُ غُرابٍ دائمُ الخَفَقانِ

عروة بن حزام

عروة بن حزام (? - 30 هـ / ? - 650 م) عروة بن حزام بن مهاجر الضني، من بني عذرة. شاعر، من متيّمي العرب، كان يحب ابنة عم له اسمها عفراء نشأ معها في بيت واحد، لأن أباه خلفه صغيراً، فكفله عمه. ولما كبر خطبها عروة، فطلب أبوها مهراً لا قدرة له عليه فرحل إلى عم له في اليمن، وعاد بالمهر فإذا هي قد تزوجت بأموي من أهل البلقاء بالشام فلحق بها، فأكرمه زوجها. فأقام أياماً وودعها وانصرف، فضنى حباً، فمات قبل بلوغ حيّه ودفن في وادي القرى (قرب المدينة). له ديوان شعر صغير ولكنه ممتاز.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024