Skip to main content
search

بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن طَلَلٍ قَفرِ

بِسَقفِ اللِوى بَينَ عَمورانَ فَالغَمرِ

بِمُنعَرَجِ الغُلّانِ بَينَ سَتيرَةٍ

إِلى دارِ ذاتِ الهَضبِ فَالبُرُقِ الحُمرِ

إِلى الشِعبِ مِن أَعلى سِتارٍ فَثَرمَدٍ

فَبَلدَةِ مَبنى سِنبِسٍ لِاِبنَتي عَمروِ

وَما أَهلُ طَودٍ مُكفَهِرٍّ حُصونُهُ

مِنَ المَوتِ إِلّا مِثلُ مَن حَلَّ بِالصَحرِ

وَما دارِعٌ إِلّا كَآخَرَ حاسِرٍ

وَما مُقتِرٌ إِلّا كَآخَرَ ذي وَفرِ

تَنوطُ لَنا حُبَّ الحَياةِ نُفوسُن

شَقاءً وَيَأتي المَوتُ مِن حَيثُ لا نَدري

أَماوِيُّ إِمّا مُتُّ فَاِسعَي بِنُطفَةٍ

مِنَ الخَمرِ رَيّاً فَاِنضَحِنَّ بِها قَبري

فَلَو أَنَّ عَينَ الخَمرِ في رَأسِ شارِفٍ

مِنَ الأُسدِ وَردٍ لَاِعتَلَجنا عَلى الخَمرِ

وَلا آخُذُ المَولى لِسوءِ بَلائِهِ

وَإِن كانَ مَحنِيُّ الضُلوعِ عَلى غَمرِ

مَتى يَأتِ يَوماً وارِثي يَبتَغي الغِنى

يَجِد جُمعَ كَفٍّ غَيرِ مِلءِ وَلا صِفرِ

يَجِد فَرَساً مِثلَ العِنانِ وَصارِم

حُساماً إِذا ما هُزَّ لَم يَرضَ بِالهَبرِ

وَأَسمَرَ خَطِّيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ

نَوى القَسبِ قَد أَرمى ذِراعاً عَلى العَشرِ

وَإِنّي لَأَستَحيِي مِنَ الأَرضِ أَن أَرى

بِها النابَ تَمشي في عَشِيّاتِها الغُبرِ

وَعِشتُ مَعَ الأَقوامِ بِالفَقرِ وَالغِنى

سَقاني بِكَأسَي ذاكَ كِلتَيهِما دَهري

حاتم الطائي

حاتم الطائي شاعر عربي جاهلي وأمير قبيلة طيء (توفي 46 ق. هـ / 605 م) اشتهر بكرمه واشعاره و جوده. لحاتم الطائي شعر كثير وهو من البلاغة بمكان، له ديوان واحد في الشعر.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024