Skip to main content
search

ظَلَلتُ بِحُزنٍ إِن بَدا البَرقُ غُدوَةً

كَما رَفَعَ النارَ البَصيرَةَ قابِسُ

إِذا اِستَعجَلَتهُ الريحُ حَلَّت نِطاقَهُ

وَهاجَت لَهُ في المُعصِراتِ وَساوِسُ

وَلاحَ كَما نَشَرتَ بِالكَفِّ طُرَّةً

مِنَ البَردُ أَو قاءَت جُروحٌ قَوالِسُ

وَشَقَّقَ أَعرافَ السَحابِ اِلتِماعَةٌ

كَما اِنصَدَعَت بِالمَشرِفِيِّ القَوانِسُ

فَما زالَ حَتّى النَبتُ يَرفَعُ نَفسَهُ

بِهامِ الرُبى وَالعِرقُ في الأَرضِ ناخِسُ

مَضَى عَجَبي مِن كُلِّ شَيءٍ رَأَيتُهُ

وَبانَت لِعَينَيَّ الأُمورُ اللَوابِسُ

وَإِنّي رَأَيتُ الدَهرَ في كُلِّ ساعَةٍ

يَسيرُ بِنَفسِ المَرءِ وَالمَرءُ جالِسُ

وَتَعتادُهُ الآمالُ حَتّى تَحُطَّهُ

إِلى تُربَةٍ فيها لَهُنَّ فَرائِسُ

وَأَصدَعُ شَكّي بِاليَقينِ وَإِنَّني

لِنَفسي عَلى بَعضِ المَساءَةِ حابِسُ

عبد الله بن المعتز

عبد الله بن المعتز بالله وهو أحد خلفاء الدولة العباسية. كان أديبا وشاعرا ويسمى خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم. وصنف كتباً كثير، وهو مؤسس علم البديع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024