Skip to main content
search

دَعِ الدارَ بِالبَحرَينِ تَعفو رُبوعُها

وَسُقها وَلَو لَم يَبقَ إِلّا نُسوعُها

وَخَلِّ أَحاديثَ المَطامِعِ وَالمُنى

أَلا إِنَّما أَشقى الرِجالِ طَمُوعُها

وَلا تَحسِدَن فيها رِجالاً بِشبعِها

فَخَيرٌ لَها مِن ذَلِكَ الشِبعِ جُوعُها

فَلا بُدَّ لِلمُنحي عَلى الزادِ وَحدَهُ

إِذا ما اِمتَلا مِن هَوعَةٍ سَيصُوعُها

وَإِن دَولَةٌ وَلَّت قَفاها فَوَلِّها

قَفاكَ فَأَعيى كُلّ شَيءٍ رُجوعُها

وَلا تَتعَبَن في نُصحِ مَن غابَ رُشدُهُ

وَهَوِّن فَخَفّاضُ المَباني رَفُوعُها

لَعَلَّ ذُرىً تَهوي فَتَعلُوا أَسافِلٌ

لِذاكَ فَرَفّاعُ البَرايا وَضُوعُها

وَبِع بِالقِلى دارَ المَهانَةِ وَالأَذى

فَما الرابِحُ المَغبوطُ إِلّا بَيُوعُها

وَلا تَتَّكِل عَجزاً وَلُؤماً وَذِلَّةً

عَلى قَولِهِم بَغيُ الرِجالِ صَرُوعها

مَتى صُرِعَ الباغي فَعاشَ قَتيلُهُ

بَلى طالَما أَردى النُفوسَ هَلُوعُها

وَحَسبُكَ مِن لَومِ الرَذايا فَإِنَّها

تُقِلُّ وَتَقمى أَن يُرَجّى سُطوعُها

فَقَد غَرَّها شُعٌّ يُسَدّيهِ جَهلُها

وَهَل عَن ضِعافِ المُولِ يُغني شُعُوعُها

إِذا نَفَرَت عَن قَريَةٍ طَيرُ سَعدِها

فَما يُرتَجى إِلّا بِبَخسٍ وقُوعُها

تُهَدِّدُ بِالرَمضاءِ قَوماً أَصُولُها

نَشَت في لَظىً مُذ أَنبتَت وَفُرُوعُها

وَتَطلُبُ إِجفالَ القَناطِرِ بِالنَوى

وَوَقعُ بِغالٍ فَوقَها لا يَضُوعُها

وَتَكسُو سَرابيلَ المَديحِ مَعاشِراً

تَنابِلَةً أَبواعُها لا تَبُوعُها

عَدِمتُ رِجالاً لا لِضَيمٍ إِباؤُها

إِذا غَضِبَت أَو لا لِحَقٍّ نُجوعُها

مَتى لَم تَرُعها بِتَّ مِنها مُرَوَّعاً

وَتَأمَنُ مِن مَكروهِها إِذ تَروعُها

أَلا يا لقَومي الأَكرَمينَ مَتى أَرى

بِنا الخَيلَ تَهوي مُطبِقاتٍ صُروعُها

عَلَيهنَّ مِنّا فِتيَةٌ عَبدَلِيَّةٌ

جَرِيٌّ مُزَجّاها جَوادٌ مَنُوعُها

مُقَدَّمَةٌ أَسلافُها في ظَعائِنٍ

حِسانِ المَجالي طَيبّاتٍ رُدُوعُها

وَقَد جَعَلت نَخلَين خَلفَاً وَيَمَّمَت

قُرى الشامِ أَو أَرضَ العِراقِ نجُوعُها

فَخَيرٌ لَعَمرِي مِن بَساتينِ مُرغَمٍ

عَلى ذي المَجاري طَلحُ نَجدٍ وَشُوعُها

وَمِن ماءِ نَهرِ الجَوهَرِيَّةِ لَو صَفَا

ذُبابَةُ حَسيٍ لا يُرَجّى نُبُوعُها

وَمِن مَروَزِيٍّ بِالقَطيفِ وَلالِسٍ

عَباءٌ بوَادي طَيّئٍ وَنُطُوعُها

وَمِن لَحمِ صافٍ في أَوَال وَكَنعَدٍ

ضِبابٌ وَجُرذانٌ كَثيرٌ خُدُوعُها

أَما سَهمُنا في بَحرها المِلحُ ماؤُهُ

وَفي نَخلِها العُمِّ الطَوادي جُذُوعُها

وَلَيسَ لَنا في الدُرِّ إِلّا مَحارُهُ

وَلا في عُذُوقِ النَخلِ إِلّا قُمُوعُها

فَبُعداً لِدارٍ خَيرُها لِعَدُوِّها

وَقَومٍ بِأَسوا كُلِّ حَظٍّ قَنُوعُها

فَعَزماً فَقَد طالَت مُداراتُنا العِدى

وَطالَ بِسُوءِ الغَيثِ فِينا ولُوعُها

فَإِنَّ لَنا مِن مَورِدِ الذُلِّ مَنزَعاً

إِلى غَيرِهِ وَالأَرضُ جَمٌّ صُقُوعُها

فَلا دارَ إِلّا حَيثُ يُهتَضَمُ العِدَى

وَلا عِزَّ إِلّا حَيثُ يَبدُو خضُوعُها

سَتَعلَمُ لَكِن حَيثُ لا العِلمُ نافِعٌ

ذَوُو الجَهلِ مَن ضَرّارُها وَنفوعُها

إِذا أَقبَلَت شُعثُ النَواصي تَضُمُّها

عَلَيهِم مَساعيرُ الوَغى وَتَصُوعُها

أَلَسنا حُماةَ الحَيِّ وَالخَيلُ تَدَّعي

إِذا فَرَّ خَوفاً مِن لَظاها شَكُوعُها

بِنا يُمنَعُ الثَغرُ المَخُوِفُ وَعِندَنا

رياضُ النَدى يَزدادُ حُسناً وَشوعُها

نعُدُّ إِذا نَحنُ اِنتَمَينا أُبُوَّةً

تُوازِنُ هاماتِ الرِجالِ شُسُوعُها

وَما زالَ فينا لا يُدافعُ ذاكُمُ

رَبيعُ مَعَدٍّ كُلِّها وَرُبُوعُها

إِذا هَضبَةٌ لِلعِزِّ طالَت فِراعُها

فَلا تَلقَنا إِلّا وَمِنّا فُرُوعُها

تَلُوذُ بِنا عَليا مَعَدٍّ إِذا جَنَت

فَيَأمَنُ جانِيها وَيهدى مَرُوعُها

بِنا يَأكُلُ الصَعوُ البُزَاةَ وَيَتَّقي

شَذا الأَخطَلِيّاتِ الحَرامَى خمُوعُها

عَفاءٌ عَلى البَحرَينِ لَو قيلَ أَينَعَت

زَنابيرُ واديها وَجادَت زُرُوعُها

فَهَل ذاكَ إَلّا لِلعَدُوِّ وَعُصبَةٍ

سَيَشقى بِها مَتبوعُها وَتَبُوعُها

لَقَد صَدَّعُوا عَمداً عَصاها فَلا اِلتَقَت

وَلا اِلتَأَمَت إِلّا عَلَيهم صُدُوعُها

لَعَمرُكَ ما عَيني بِعَينٍ إِذا اِلتَقَى

هُجوعُ مَعاوِينِ العِدى وَهجوعُها

فَإِن رَضِيَت قَومي بِنَقصِي فَلي غِنىً

بِنَفسي وَجَلّابُ المَنايا دَفُوعُها

مَتَى لَم أَضِق ذَرعاً بِأَرضٍ فَإِنَّني

لَدى الهَمِّ جَوّابُ المَوامي ذَرُوعُها

يُشَيِّعُني قَلبٌ إِلى العِزِّ تائِقٌ

وَنَفسٌ إِلى العَليا شَديدٌ نُزُوعُها

أُشَرِّفُها مِن أَن يَكُونَ إِباؤُها

لِواجِبِ حَقٍّ أَو لِضَيمٍ خُنوعُها

وَما أَنا في السَرّاءِ يَوماً فَرُوحُها

وَلا أَنا في الضَرّاءِ يَوماً جَزُوعُها

سأُنزِلُها المَلحُودَ أَو رَأسَ هَضبَةٍ

مِنَ العِزِّ يُعيي كُلَّ راقٍ طُلوعُها

وَما طَلَبي العَلياءَ إِرثُ كَلالَةٍ

فَيَقصُرُ خَطوي دُونَها فَأَسُوعُها

عَلَيَّ لَها سَعيُ الكِرامِ فَإِن أَمُت

فَوَهّابُها سَلّابُها وَنَزُوعُها

علي بن المقرب العيوني

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024