Skip to main content
search

لا يَأمَنُ الدَهرُ إِلّا الخائِنُ البَطِرُ

مَن لَيسَ يَعقِلُ ما يَأتي وَما يَذَرُ

ما يَجهَلُ الرُشدُ مَن خافَ الإِلَهَ وَمَن

أَمسى وَهِمَّتُهُ في دينِهِ الفِكَرُ

فيما مَضى فِكرَةٌ فيها لِصاحِبِها

إِن كانَ ذا بَصَرٍ بِالرَأيِ مُعتَبَرُ

أَينَ القُرونُ وَأَينَ المُبتَنونَ لَنا

هَذي المَدائِنَ فيها الماءَ وَالشَجَرُ

وَأَينَ كِسرى أَنوشِروانُ مالَ بِهِ

صَرفُ الزَمانِ وَأَفنى مُلكَهُ الغِيَرُ

بَل أَينَ أَهلُ التُقى بَعدَ النَبِيِّ وَمَن

جاءَت بِفَضلِهِمُ الآياتُ وَالسُوَرُ

أُعدُد أَبا بَكرٍ الصِدّيقَ أَوَّلَهُم

وَنادِ مِن بَعدِهِ في الفَضلِ يا عُمَرُ

وَعُدَّ مِن بَعدِ عُثمانٍ أَبا حَسَنٍ

فَإِنَّ فَضلَهُما يُروى وَيُدَّكَرُ

لَم يَبقَ أَهلُ التُقى فيها لِبِرِّهِمُ

وَلا الجَبابِرَةُ الأَملاكُ ما عَمَروا

فَاِعمِل لِنَفسِكَ وَاِحذَر أَن تُوَرِّطَها

في هُوَّةٍ ما لَها وِردٌ وَلا صَدَرُ

ما يَحذَرُ اللَهَ إِلّا الراشِدونَ وَقَد

يُنجي الرَشيدَ مِنَ المَحذورَةِ الحَذَرُ

وَالصَبرُ يُعقِبُ رِضواناً وَمَغفِرَةً

مَعَ النَجاحِ وَخَيرُ الصُحبَةِ الصُبرُ

الناسُ في هَذِهِ الدُنيا عَلى سَفَرٍ

وَعَن قَريبٍ بِهِم ما يَنقَضي السَفَرُ

فَمِنهُمُ قانِعٌ راضٍ بِعيشَتِهِ

وَمِنهُمُ موسِرٌ وَالقَلبُ مُفتَقَرُ

ما يُشبِعُ النَفسَ إِن لَم تُمسِ قانِعَةً

شَيءٌ وَلَو كَثُرَت في مُلكِها البِدَرُ

وَالنَفسُ تَشبَعُ أَحياناً فَيُرجِعُها

نَحوَ المَجاعَةِ حُبُّ العَيشِ وَالبَطَرُ

وَالمَرءُ ما عاشَ في الدُنيا لَهُ أَثَرٌ

فَما يَموتُ وَفي الدُنيا لَهُ أَثَرُ

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024