Skip to main content
search

ماذا يُريكَ الزَمانُ مِن عِبَرِه

وَمِن تَصاريفِهِ وَمِن غِيَرِه

طوبى لِعَبدٍ ماتَت وَساوِسُهُ

وَاِقتَصَرَت نَفسُهُ عَلى فِكَرِه

طوبى لِمَن هَمُّهُ المَعادُ وَما

أَخبَرَهُ اللَهُ عَنهُ مِن خَبَرِه

طوبى لِمَن لا يَزيدُ إِلّا تُقىً

لِلَّهِ فيما يَزدادُ مِن كِبَرِه

قَد يَنبَغي لِاِمرِئٍ رَأى نَكبا

تِ الدَهرِ أَلّا يَنامَ مِن حَذَرِه

بِقَدرِ ما ذاقَ ذائِقٌ مِن صَفا

ءِ العَيشِ يَوماً يَذوقُ مِن كَدَرِه

كَم مِن عَظيمٍ مُستَودَعٍ جَدَثاً

قَد أَوقَرَتهُ الأَكُفُّ مِن مَدَرِه

أَخرَجَهُ المَوتُ عَن دَساكِرِهِ

وَعَن فَساطيطِهِ وَعَن حُجَرِه

إِذا ثَوى في القُبورِ ذو خَطَرٍ

فَزُرهُ فيها وَاِنظُر إِلى خَطَرِه

ما أَسرَعَ اللَيلَ وَالنَهارَ عَلى ال

إِنسانِ في سَمعِهِ وَفي بَصَرِه

وَفي خُطاهُ وَفي مَفاصِلِهِ

نَعَم وَفي شَعرِهِ وَفي بَشَرِه

الوَقتُ آتٍ لا شَكَّ فيهِ فَلا

تَنظُر إِلى طولِهِ وَلا قِصَرِه

لَم يَمضِ مِنّا قُدّامَنا أَحَدٌ

إِلّا وَمَن خَلفَهُ عَلى أَثَرِه

فَلا كَبيرٌ يَبقى لِكَبرَتِهِ

وَلا صَغيرٌ يَبقى عَلى صِغَرِه

أبو العتاهية

إسماعيل بن القاسم بن سويد العنزي ، أبو إسحاق ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم انتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، واتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024