Skip to main content
search

وَمَفازَةٍ لانَجمُ في ظَلمائِها

يَسري وَلا فَلَكٌ بِها دَوّارُ

تَتَلَهَّبُ الشِعرى بِها وَكَأَنَّها

في كَفِّ زِنجِيِّ الدُجى دينارُ

تَرمي بِهِ الغيطانُ فيها وَالرُبى

دُوَلاً كَما يَتَمَوَّجُ التَيّارُ

قَد لَفَّني فيها الظَلامُ وَطافَ بي

ذِئبٌ يُلِمُّ مَعَ الدُجى زُوّارُ

طَرّاقُ ساداتِ الدِيارِ مُساوِرٌ

خَتّالُ أَبناءِ السُرى غَدّارُ

يَسري وَقَد نَضَحَ النَدى وَجهَ الصَبا

في فَروَةٍ قَد مَسَّها اِقشِعرارُ

فَعَشَوتُ في ظَلماءَ لَم تُقدَح بِها

إِلّا لِمُقلَتِهِ وَبَأسي نارُ

وَرَفَلتُ في خُلَعٍ عَلَيَّ مِن الدُجى

عُقِدَت لَها مِن أَنجُمٍ أَزرارُ

وَاللَيلُ يَقصُرُ خَطوَهُ وَلَرُبَّما

طالَت لَيالي الرَكبِ وَهيَ قِصارُ

قَد شابَ مِن طَرَفِ المَجَرَّةِ مَفرِقٌ

فيها وَمِن خَطِّ الهِلالِ عِذارُ

ابن خفاجة

ابن خَفَاجة (450 ـ 533هـ، 1058 ـ 1138م). إبراهيم بن أبي الفتح بن عبدالله بن خفاجة الهواري، يُكنى أبا إسحاق. من أعلام الشعراء الأندلسيين في القرنين الخامس والسادس الهجريين. ركز ابن خفاجة في شعره على وصف الطبيعة و جمالها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024