Skip to main content
search

ما شِئْتَ مِنْ عِبْءِ الغَرامِ وحَمْلِهِ

دَعْ عَنْكَ وَبْلاً لا يَقُومُ بِطلِّهِ

يا مُسْعِدي في حَمْل أَثْقَالِ الهَوَى

مُتَجَمِّلاً تَبْغي مَعُونةَ حَمْلِهِ

هَوِّنْ عَلَيْكَ مِنَ التَّكَلُّفِ واسْتَرِحْ

لَيْسَ الفَقِيدُ كَمَنْ يَنُوحُ بجُعلِهِ

يَا مَنْ لَهُ سَوْق الجمالِ يُدلّه

في حُبّ مَعْشُوقِ الفؤادِ بدلِّهِ

مُتَحَكّمٌ أَعْطاهُ مُلْكَ جَوانِحِي

مَلِكُ الجمالِ أَقلّه وأجلّهِ

يا بَدرُ رقّ لِذي وِدَادٍ صَادقٍ

لَمْ تُبْلهِ الأَشْجَانُ لَوْ لَمْ تُبْلهِ

فَبماءِ حُسْنٍ قَدْ عَززْتَ بِصَوْنِهِ

وَبِماءِ دَمْعٍ قَدْ ذَلَلْتُ بِبَذْلِهِ

جُدْ لِي بِعَيْشٍ بالرِّضَا مِنْكَ انْقَضَى

وَإِذَا اسْتَحَالَ بِعَيْنِهِ فَبِمِثْلِهِ

قَدْ كُنْتُ أَشْكُو مِنْ صُدُودِكَ بَعْضَهُ

فَالآنَ كَيْفَ وَقَدْ بُلِيتُ بِكُلِّهِ

يا مَوْقِفَ البَيْنِ الَّذي قَدْ كَانَ لِي

عَلَماً بِثاراتِ الهَوَى مِنْ قَبْلِهِ

كَمْ لَيْلَةٍ قَضَّيْتُهَا بِشِكايةٍ

أَخَذتْ عَلى لَيْلي مَجَامِعَ سَبْلِهِ

مُتَنَصِّلاً مِنْ ذا الزَّمَانِ وَجَوْرِهِ

مُتَوصِّلاً لابْنِ الأثير وَعَدْلِهِ

حَتَّى نَفَى ظُلْمَ الضَّلالِ بِشَمْسِهِ

عَنّي وَحَرَّ الحَادثاتِ بِظلِّهِ

عَرِّفْ بِهِ الشَّرفُ المُنِيفُ بِبابِهِ

لِتكُونَ جِئْتَ بِجنْسِهِ وَبِفَصْلِهِ

المُحْسِنينَ لِمنْ أَساء زَمَانُهُ

وتغرَّبتْ أَوْطانُهُ عَنْ أَهْلِهِ

في الفَرْعِ ما في أَصْلِهِ وَزيادَة

كَالغُصْنِ خُصَّ بِما جَنَى مِنْ أُكْلِهِ

وَالسَّهْمُ يُرْسِلُه الَّذي يَرْمي بِهِ

فإِذا أَصابَ رَمِيَّةً فَبِنَصْلِهِ

الشاب الظريف

محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله التلمساني، شاعر مترقق، مقبول الشعر، لقب لرقته وطرافة شعره بالشاب الظريف، فغلب عليه هذا اللقب وعرف به.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024