Skip to main content
search

لَئِن صَدَّقَتني في الحَديثِ ظُنوني

لَقَد نَقَلَت سِرّي وُشاةُ جُفوني

وَبِالرَغمِ مِنّي أَنَّ سِرّاً أَصونُهُ

يَصيرُ بِدَمعي وَهوَ غَيرُ مَصونِ

وَقَد رابَني يا أَهلَ وُدِّيَ أَنَّكُم

مَطَلتُم وَأَنتُم قادِرونَ دُيوني

بِروحِيَ أَنتُم مَن رَسولي إِلَيكُمُ

وَمَن مُسعِدي في حُبِّكُم وَمُعيني

سَلوا دَمعَ عَيني عَن أَحاديثِ لَوعَتي

لِتُعرِبَ عَن تِلكَ الشُؤونِ شُؤوني

فَلِلدَمعِ مِن عَيني مَعينٌ يَمُدُّهُ

فَإِن تَسأَلوهُ تَسأَلوا اِبنَ مَعينِ

عَلى أَنَّ دَمعي لا يَزالُ يَخونُني

وَمَن ذا الَّذي يَروي حَديثَ خَؤونِ

فَلا تَقبَلوا لِلدَمعِ عَنّي رِوايَةً

فَلَيسَ عَلى سِرِّ الهَوى بِأَمينِ

حَلَفتُ لَكُم أَن لا أَخونَ عُهودَكُم

وَأَعطَيتُكُم عِندَ اليَمينِ يَميني

وَها أَنا كَالمَجنونِ فيكُم صَبابَةً

وَحاشاكُمُ تَرضَونَ لي بِجُنوني

وَهَبتُكُمُ في الحُبِّ عَقلِيَ راضِياً

وَيا لَيتَكُم أَبقَيتُمُ لِيَ ديني

أَرى سُقمَ جِسمي قَد حَوَتهُ جُفونُكُم

فَلا تَأخُذوا يا ظالِمينَ جُفوني

أَأَحبابَنا إِنّي ضَنينٌ بِوُدِّكُم

وَما كُنتُ يَوماً قَبلَهُ بِضَنينِ

فَمَن ذا الَّذي أَعتاضُ عَنكُم مِنَ الوَرى

يَكونُ حَبيبي مِثلَكُم وَخَديني

وَمَن ذا الَّذي أَرضى بِهِ لِمَحَبَّتي

فَتَحسُنَ فيهِ لَوعَتي وَحَنيني

أُحِبُّ مِنَ الأَشياءِ ماكانَ فائِقاً

وَما الدونُ إِلّا مَن يَميلُ لَدونِ

وَأَهجُرُ شُربَ الماءِ غَيرَ مُصَفِّقٍ

زُلالٍ وَأَكلَ اللَحمِ غَيرَ سَمينِ

وَإِن قيلَ لي هَذا رَخيصٌ تَرَكتُهُ

وَلا أَرتَضي إِلّا بِكُلِّ ثَمينِ

فَإِنّي رَأَيتُ الشَيءَ إِن يَغلُ قيمَةً

يَكُن بِمَكانٍ في القُلوبِ مَكينِ

حَبيبِيَ زِدني مِن حَديثٍ ذَكَرتُهُ

لِيَسكُنَ هَذا القَلبُ بَعضَ سُكونِ

وَقُل لي وَلا تَحلِف فَإِنَّكَ صادِقٌ

وَقَولُكَ عِندي مِثلُ أَلفِ يَمينِ

فَوَاللَهِ لَم أَرتَب بِما قَد ذَكَرتَهُ

وَلَم تَختَلِج بِالشَكِّ فيكَ ظُنوني

وَإِنَّ حَديثاً أَنتَ راويهِ إِنَّني

عَلى ثِقَةٍ مِنهُ وَحُسنِ يَقينِ

كَذَلِكَ تَلقاني إِذا ما اِختَبَرتَني

يَسُرُّ حِفاظي صاحِبي وَقَريني

إِذا قُلتُ قَولاً كُنتُ لِلقَولِ فاعِلاً

وَكانَ حَيائي كافِلي وَضَميني

تُبَشِّرُ عَنّي بِالوَفاءِ بَشاشَتي

وَيَنطِقُ نورُ الصِدقِ فَوقَ جَبيني

بهاء الدين زهير

بهاء الدين زهير (1186 - 1258) (581هـ - 656هـ)، زهير بن محمد بن علي المهلبي العتكي بهاء الدين، شاعر من العصر الأيوبي. ولما ظهر نبوغه وشاعريته التفت إليه الحكام بقوص فأسبغوا عليه النعماء وأسبغ عليهم القصائد. وطار ذكره في البلاد وإلى بني أيوب فخصوه بعينايتهم وخصهم بكثير من مدائحه.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024