Skip to main content
search

أَتُرى البارِقَ الَّذي لاحَ ليلا

مَرَّ بِالحَيِّ مِن مَرابِعِ لَيلى

وَتَرى السُحبَ مُذ نَشَأنَ ثِقالاً

سَحَبَت في رُبوعِ بابِلَ ذَيلا

ما أَضا البارِقُ العِراقيُّ إِلّا

أَرسَلَت مُقلَتي مِنَ الدَمعِ سَيلا

وَتَذَكَّرتُ جيرَةً بِمَغاني

هِ وَنَدباً مِن آلِ سَنبَسَ قَيلا

عَمَّنا بِالوَدادِ في حالَةِ القُر

بِ وَأَهدى لَنا عَلى البُعدِ نيلا

وَحَمَلَنا بِضاعَةَ الحُكرِ مُزجا

ةً فَأَوفى لَنا مِنَ الوُدِّ كَيلا

كَيفَ أَنسى تِلكَ الدِيارَ وَمَغنىً

عامِراً قَد رَبيتُ فيهِ طُفيلا

أَتَمَنّى العِراقَ في أَرضِ حَرّا

نَ وَهَل تُدرِكُ الثُرَيّا سُهيلا

يا دِيارَ الأَحبابِ ما كانَ أَهنى

بِمَغانيكَ عيشَنا وَأُحَيلى

كَم جَلَونا بِأُفقِكِ البَدرَ صُبحاً

وَاِجتَلَينا بِجُوِّكِ الشَمسَ لَيلا

وَأَمِنّا الأَعداءَ لَمّا جَعَلنا

سورَ تِلكَ الدِيارِ رَجلاً وَخَيلا

أَنتَدي في حِماكِ كَعباً وَمَغنىً

وَإِذا شِئتُ سَنبَساً وَعُقَيلا

أورِدُ العيسَ نَهرَ عيسى وَطَوراً

أورِدُ الخَيلَ دِجلَةً وَدُجَيلا

إِن وَرَدتَ الهَيجاءَ يا سائِقَ العي

سِ وَشارَفتَ دَوحَها وَالنَخيلا

وَرَأَيتَ البُدورَ في مَشهَدِ الشَم

سِ بِفِتيانِ بانَةٍ وَالأَثيلا

مِل إِلَيها وَاِحبِس قَليلاً عَلَيها

إِنَّ لي نَحوَ ذَلِكَ الحَيِّ ميلا

وَأَبلِغِ الرَملَةَ الأَنيقَةَ وَأَبلِغ

مَعشَراً لي بِرَبعِها وَأُهيلا

كُنتُ جَلدَاً فَلَم يَدَع بَينُكُم لِل

جِسمِ حَولاً وَلا لِقَلبِيَ حَيلا

قَد ذَمَمنا بُعَيدَ بُعدِكُمُ العَي

شَ فَلَيتَ الحِمامَ كانَ قُبَيلا

صفي الدين الحلي

صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (677 - 752 هـ / 1277 - 1339 م) هو أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس، بطن من طيّ. وهو شاعر عربي نظم بالعامية والفصحى، ينسب إلى مدينة الحلة العراقية التي ولد فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024