أترى البارق الذي لاح ليلا

ديوان صفي الدين الحلي

أَتُرى البارِقَ الَّذي لاحَ ليلا

مَرَّ بِالحَيِّ مِن مَرابِعِ لَيلى

وَتَرى السُحبَ مُذ نَشَأنَ ثِقالاً

سَحَبَت في رُبوعِ بابِلَ ذَيلا

ما أَضا البارِقُ العِراقيُّ إِلّا

أَرسَلَت مُقلَتي مِنَ الدَمعِ سَيلا

وَتَذَكَّرتُ جيرَةً بِمَغاني

هِ وَنَدباً مِن آلِ سَنبَسَ قَيلا

عَمَّنا بِالوَدادِ في حالَةِ القُر

بِ وَأَهدى لَنا عَلى البُعدِ نيلا

وَحَمَلَنا بِضاعَةَ الحُكرِ مُزجا

ةً فَأَوفى لَنا مِنَ الوُدِّ كَيلا

كَيفَ أَنسى تِلكَ الدِيارَ وَمَغنىً

عامِراً قَد رَبيتُ فيهِ طُفيلا

أَتَمَنّى العِراقَ في أَرضِ حَرّا

نَ وَهَل تُدرِكُ الثُرَيّا سُهيلا

يا دِيارَ الأَحبابِ ما كانَ أَهنى

بِمَغانيكَ عيشَنا وَأُحَيلى

كَم جَلَونا بِأُفقِكِ البَدرَ صُبحاً

وَاِجتَلَينا بِجُوِّكِ الشَمسَ لَيلا

وَأَمِنّا الأَعداءَ لَمّا جَعَلنا

سورَ تِلكَ الدِيارِ رَجلاً وَخَيلا

أَنتَدي في حِماكِ كَعباً وَمَغنىً

وَإِذا شِئتُ سَنبَساً وَعُقَيلا

أورِدُ العيسَ نَهرَ عيسى وَطَوراً

أورِدُ الخَيلَ دِجلَةً وَدُجَيلا

إِن وَرَدتَ الهَيجاءَ يا سائِقَ العي

سِ وَشارَفتَ دَوحَها وَالنَخيلا

وَرَأَيتَ البُدورَ في مَشهَدِ الشَم

سِ بِفِتيانِ بانَةٍ وَالأَثيلا

مِل إِلَيها وَاِحبِس قَليلاً عَلَيها

إِنَّ لي نَحوَ ذَلِكَ الحَيِّ ميلا

وَأَبلِغِ الرَملَةَ الأَنيقَةَ وَأَبلِغ

مَعشَراً لي بِرَبعِها وَأُهيلا

كُنتُ جَلدَاً فَلَم يَدَع بَينُكُم لِل

جِسمِ حَولاً وَلا لِقَلبِيَ حَيلا

قَد ذَمَمنا بُعَيدَ بُعدِكُمُ العَي

شَ فَلَيتَ الحِمامَ كانَ قُبَيلا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان صفي الدين الحلي، شعراء العصر المملوكي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات