Skip to main content
search

أبا بكرٍ تعرَّضَتِ المنايا

لحتفكَ حين لا أحدٌ مَنوعُ

وأوجعنِي فراقُك من قريبٍ

وداءٌ لا دواءَ له وجيعُ

بكى قلبي عليك مكانَ دمعي

وكم باكٍ وليس له دموعُ

كأنّك ما حللتَ بدار قومٍ

وأنتَ لودّهمْ مرعىً مَريعُ

وسَفْرٌ لا يحين لهمْ إيابٌ

ولا يُرجى لغاربهمْ طلوعُ

وِسادُهُمُ وإنْ كَرُموا رَغامٌ

وأجداثُ القبورِ لهمْ رُبوعُ

نُصابُ بكلّ مُقتَبِلٍ وهِمٍّ

فَلا هذا ولا هذا يروعُ

وَتَخدعنا ظنونٌ كاذباتٌ

فَياللّهِ ما بلغ الخَدوعُ

وسُبْلُ اليأسِ واضحةٌ لدينا

ولكنْ ربّما طمع الطَّموعُ

فإنْ تَبْعَدْ فقد نَأَتِ الثُّريّا

وإنْ تذهبْ فقد ذهبَ الرّبيعُ

وإنْ تفقِدْك حائرةً عيونٌ

فلم تَفقِدْكَ حانيةً ضلوعُ

وإنْ يَحْرَجْ مكانُك من تُرابٍ

فإنّك ذلك الرَّحْبُ الوسيعُ

وما يبقى بَطيءٌ أخَّرَتْهُ

منيّتُهُ فيُجزِعَنا السَّريعُ

وما أبقى الزّمانُ لنا أُصولاً

فنطمعَ أنْ تدوم به الفروعُ

وَما الأيّامُ إلّا حاصداتٌ

لما زرعوا ونحن لها زُروعُ

وَلَولا أنّه أجَلٌ مُتاحٌ

لَقلتُ أسِيءَ منك بنا الصَّنِيعُ

الشريف المرتضى

ابوالقاسم السيد علي بن حسين بن موسی المعروف بالشريف المرتضى هو مرتضی علم الهدی (966 – 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024