Skip to main content
search

يا أَبا صالِحٍ صَديقَ الصَلاحِ

وَشَقيقَ النَدى وَتِربَ السَماحِ

لا أَظُنُّ الصَباحَ يوفي بِإِشرا

قِ خِلالٍ في ساحَتَيكَ صِباحِ

أَيُّ شَيءٍ يَفي بِعَرفِكَ إِلّا

أَرَجُ المِسكِ في نَسيمِ الرِياحِ

غَيرَ أَنَّ الفُتُوَّةَ إِنجَذَبَت مِن

كَ بِمَعدىً إِلى الصِبا وَمَراحِ

حَيثُ ذَلَّ الحِجى وَعَزَّ التَصابي

وَأَقامَ الهَوى وَسارَ اللاحي

مُنعِظُ الطَرفِ لا يَزالُ يُوالي

لَحَظاتٍ يُحبِلنَ قَبلَ النِكاحِ

وَمُغيرٌ عَلى الأَصابِعِ بِاللَم

سِ لَها في أَسافِلِ الأَقداحِ

أَو تَبيتُ التِراسُ في غَيرِ حَربٍ

يَتَصَدَّعنَ عَن صُدورِ الرِماحِ

نَحنُ في قُطعَةٍ وَشُغلُكَ عَنّا

بِوِصالِ الأَستاهِ وَالأَحراحِ

وَلَعَمري لَرُبَّ يَومٍ شَفَعنا

مِنكَ سُقيا النَدى بِسُقيا الراحِ

البحتري

البحتري (205 هجري - 284 هجري): هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى التنوخي الطائي، أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. البحتري بدوي النزعة في شعره، ولم يتأثر إلا بالصبغة الخارجية من الحضارة الجديدة. وقد أكثر من تقليد المعاني القديمة لفظيا مع التجديد في المعاني والدلالات، وعرف عنه التزامه الشديد بعمود الشعر وبنهج القصيدة العربية الأصيلة ويتميز شعره بجمالية اللفظ وحسن اختياره والتصرف الحسن في اختيار بحوره وقوافيه وشدة سبكه ولطافته وخياله المبدع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024