ذكر الرباب وكان قد هجرا

ديوان عمر بن أبي ربيعة

ذِكَرُ الرَبابِ وَكانَ قَد هَجَرا

ذِكرى قُرَيبَةَ أَحدَثَت وَطَرا

وَلَها بِأَعلى الخَيفِ مَنزِلَةٌ

هاجَت لَهُ شَوقاً فَما صَبَرا

وَالبُردُ بَينَ الجُلَّتَينِ بِهِ

تَجتَنُّ مِمَّن طافَ أَو نَظَرا

قالَت لِتِربَيها بِعَمرِكُما

هَل تَطمَعانِ بِأَن نَرى عُمَرا

إِنّي كَأَنَّ النَفسَ موجِسَةٌ

وَلِذاكَ أَطمَعُ أَنَّهُ حَضَرا

فَأَجابَتاها في مُهازَلَةٍ

وَأَسَرَّتا مِن قَولِها سَخَرا

إِنّا لَعَمرُكِ ما نَخافُ وَما

نَرجو زِيارَةَ زائِرٍ ظُهُرا

لَو كانَ يَأتينا مُجاهَرَةً

فيمَن تَرَينَ إِذاً لَقَد شُهِرا

قالَت لَها الصُغرى وَقَد حَلَفَت

بِاللَهِ لا يَأتيكُما شَهرا

فَتَنَفَّسَت صَعَداً لِحِلفَتِها

وَهَوَت فَشَقَّت جَيبَها فَطرا

وَجَرَت مَآقيها بِأَدمُعِها

جَزَعاً وَقالَت حُبَّ مَن ذُكِرا

يا رَبِّ إِنّي قَد شُغِفتُ بِهِ

أَعقِب فُؤادي مِنهُمُ صَبرا

بَينا تُحاوِرُهُنَّ قُمتُ إِلى

أَقفائِهِنَّ لِأَسمَعَ الحَورا

فَأَرابَ إِحداهُنَّ فَاِلتَفَتَت

وَطئي فَلَمّا أَثبَتَت نَظَرا

قالَت لَهُنَّ أَخو مُجاهَرَةٍ

قَد جاءَنا يَمشي وَما اِستَتَرا

فيهِنَّ خَودٌ لَستُ ناسِيَها

حَتّى تُجاوِرَ حُفرَتي حُفرا

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان عمر بن أبي ربيعة، شعراء العصر الأموي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

بديع الزمان الهمذاني – المقامة المضيرية

”” حَدَّثَنا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: كُنْتُ بِالبَصْرَةِ، وَمَعِي أَبُو الفَتْحِ الإِسْكَنْدَرِيُّ رَجُلُ الفَصَاحَةِ يَدْعُوهَا فَتُجِيبُهُ، وَالبَلاغَةِ يَأَمُرُهَا فَتُطِيعُهُ، وَحَضَرْنَا مَعْهُ دَعْوَةَ بَعْضِ التُّجَّارِ، فَقُدِمَتْ…

تعليقات