Skip to main content
search

دَعيني يا أَميرَةُ مِن سِرارِ

وَمِن شَغَبٍ عَلَيَّ وَمِن مَسارِ

قَطَعتُ إِلى الزِماع دَبيبَ واشٍ

وَإِنَّ عَقارِبَ الواشي سَوارِ

أَحينَ وَضَعتُ عَن رَأسي قِناعي

وَضَمَّتني الخُطوبُ إِلى الجِهارِ

وَطافَت بي العَوامِرُ مُجلِباتٍ

طَوافَ المُجلِبينَ إِلى الدُوارِ

تَكِلُّ مَضارِبي أَو يَزدَهيني

وَعيدُ العَبدِ في القَومِ الصِغارِ

لَنا نِعَمٌ عَلى المَولى وَأَيدٍ

عَلى الأَكفاءِ تَدخُلُ كُلَّ دارِ

فَلا أَنحاشُ مِن هَزِّ العَوالي

وَبيضِ المَشرَفِيَّةِ لِلغِوارِ

أَجَرنا الباهِلِيَّ مِنَ المَنايا

فَلَم يَشكُر لَنا كَرَمَ الجوارِ

يُفاخِرُنا وَنِعمَتُنا عَلَيهِ

وَفيمَ الباهِلِيُّ مِنَ الفَخارِ

فَيا عَجَبا مِنَ العَبدِ المُذَكّي

أَيَظلِمُني وَلَيسَ بِذي سِوارِ

أَقولُ لَهُ وَلي فَضلٌ عَلَيهِ

كَفَضلِ القَسوَرِيِّ عَلى الوِبارِ

دَنَوتَ مَعَ الكِرامِ وَلَستَ مِنهُم

تَأَخَّر يا اِبنَ نائِكَةِ الحِمارِ

خُلِقنا سادَةً وَخُلِقتَ كَلباً

كَكَلبِ السوءِ يَلحَقُ بِالقِطارِ

نَسيتُم دَفعَنا عَنكُم زُهَيراً

وَجَعدَةَ إِذ يَروحُ عَلى اِقتدارِ

عَشِيَّةَ يُعوِلونَ إِلى عِقالٍ

فَدافَعَ عَنكُمُ إِحدى الكِبارِ

غَدا بِجيادِهِ فَقَضَينَ نَحباً

وَقَد لَمَعَ الخَوافِقُ في الغُبارِ

وَمُندَلِثٍ يُمارينا بِجَهدٍ

فَقُلتُ لَهُ تَعَلَّم ثُمَّ مارِ

إِذا أَنكَرتَ نِسبَةَ باهِلِيٍّ

فَرَفِّع عَنهُ ناحِيَةَ الإِزارِ

عَلى أَستاهِ سادَتِهِم كِتابٌ

مَوالي عامِرٍ وَسمٌ بِنارِ

فِهَذا حينَ قَدَّمَني بَلائي

وَرَوَّعتُ القَبائِلَ مِن نِزارِ

مَضى زَمَنٌ فَأَسلَمَني كَريماً

إِلى زَمَنٍ يَحولُ بِلا عِذارِ

سَعى لِيَكونَ مِثلي باهِلِيٌّ

وَكَيفَ سَعى بِمَجدٍ مُستَعارِ

أَرادَ بِلُؤمِهِ تَدنيسَ عِرضي

وَأَينَ الشَمسُ مِن دَنَسٍ وَعارِ

حَلَفتُ بِمَنحَرِ البُدنِ الهَدايا

وَأَحلِفُ بِالمَقامِ وَبِالجِمارِ

لَنِعمَ الرَبُّ رَبُّ اِبنَي دُخانٍ

إِذا نَفَضَ الشِتاءُ عَلى القُتارِ

يَجودُ عَلَيهِمُ وَيَذُبُّ عَنهُم

بِأَسيافٍ وَأَرزاقٍ غِزارِ

أَباهِلَ راجِعي مَولاكِ صَغراً

وَلا تَجري عَلى ضَوءِ النَهارِ

لَدى كُلِّ اِمرِئٍ نَصَباً بِرَبٍّ

وَباهِلَةُ بنُ أَعصُرَ في خَسارِ

أَجيبوا رَبَّكُم وَتَنَصَّفوهُ

فَإِنَّ العَبدَ أَولى بِالصَغارِ

أَباهِلَ لَيسَ شَأنُكُمُ كَشَأني

إِذا لَم تُقصِروا وَالحَقُّ عارِ

أَباهِلَ ما وَهَبتُكُمُ فَتَنأوا

وَلا مَولايَ بِالعِلقِ المُعارِ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024