Skip to main content
search

خَطَرَت لِذاتِ الخالِ ذِكرى بَعدَما

سَلَكَ المَطيُّ بِنا عَلى الأَنصابِ

أَنصابِ عَمرَةَ وَالمَطِيُّ كَأَنَّها

قِطَعُ القَطا صَدَرَت عَنِ الأَجبابِ

فَاِنهَلَّ دَمعي في الرِداءِ صَبابَةً

فَسَتَرتُهُ بِالبُردِ دونَ صِحابي

فَرَأى سَوابِقَ عَبرَةٍ مُهراقَةٍ

بَكرٌ فَقالَ بَكى أَبو الخَطّابِ

فَمَريتُ نَظرَتَهُ وَقُلتُ أَصابَني

رَمَدٌ فَهاجَ العَينَ بِالتَسكابِ

لَم تَجزِ أُمُّ الصَلتِ يَومَ فِراقِنا

بِالخَيفِ مَوقِفَ صُحبَتي وَرِكابي

وَعَرَفتُ أَن سَتَكونُ داراً غَربَةً

مِنها إِذا جاوَزتُ أَهلَ حِصابي

وَتَبَوَّأَت مِن بَطنِ مَكَّةَ مَسكِناً

غَرِدَ الحَمامِ مُشَرَّفَ الأَبوابِ

ما أَنسَ لا أَنسى غَداةَ لَقيتُها

بِمِنىً تُريدُ تَحيَّتي وَعِتابي

وَتَلَدُّدي شَهراً أُريدُ لِقائَها

حَذِرَ العَدُوِّ بِساحَةِ الأَحبابِ

تِلكَ الَّتي قالَت لِجاراتٍ لَها

حورِ العُيونِ كَواعِبٍ أَترابِ

هَذا المُغيريُّ الَّذي كُنّا بِهِ

نَهذي وَرَبِّ البَيتِ يا أَترابي

قالَت لِذاكَ لَها فَتاةٌ عِندَها

تَمشي بِلا إِتبٍ وَلا جِلبابِ

قَد كُنتُ أَحسَبُ أَنَّها في غَفلَةٍ

عَمّا يُسَرُّ بِهِ ذَوُو الأَلبابِ

هَذا المَقامُ فَدَيتُكُنَّ مُشَهِّرٌ

فَاِحذَرنَ قَولَ الكاشِحِ المُرتابِ

فَعَجِبنَ مِن ذاكُم وَقُلنَ لَها اِفتَحي

لا شَبَّ قَرنُكِ مَفتَحاً مِن بابِ

قالَت لَهُنَّ اللَيلُ أَخفى لِلَّذي

تَهوَينَ مِن دا الزائِرِ المُنتابِ

عمر بن أبي ربيعة

عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة، شاعر مخزومي قرشي، شاعر مشهور لم يكن في قريش أشعر منه وهو كثير الغزل والنوادر والوقائع والمجون والخلاعة، أحد شعراء الدولة الأموية ويعد من زعماء فن التغزل في زمانه. وهو من طبقة جرير، والفرزدق والأخطل.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024