يا لتلك الأمسية بتلك الأمنية

يا ليتهما كانا كرسيين يا ليتهما كانا فنجانين من القهوة ترافقهما الدعابات والابتسامات والمزاح الازلي بعيدا عن كل المقاييس التي وضعها البشر 

وسط الحضور الغياب والغياب الحضور 

يا ليتهما كانتا شوكتين وسكينين يتوسطان صحنا من الشواء علي طاولة مطلة علي بحر يتبادل النظرات مع سماء زرقاء تزينها الغيوم تواري خلفها شمس باهتة كمقلتي حسناء تحت الخمار فنتبادل الاعطيات من الطعام بالشوكتين كفارسين وقت النزال  

تزين الطاولة باقة من الزهور يفوح منها ذلك العطر الذي ينبئني بقدومك 

تحط علي نافذة الشرفة عصفورتان تطيران بين الجدار وبين الجدار 

وقلبي يسافر مثل الحمامة ويأخذ قيلولة تحت السوار 

يا ليتني استطيع الدخول لوقت القصيدة لكن وقت الجنون انتهي من زمان بعيد 

ولكنني اشعر الآن ان التشنج ليس علاجآ لما نحن فيه وان الشؤون الصغيرة بيني وبينك ليست تموت بتلك السهولة 

وان المشاعر لا تتبدل مثل الثياب الجميلةوانني ايقنت الان ان اقتلاعك من عصب القلب صعب واعدام حبك صعب وعشقك صعب وكرهك صعب وقتلك حلم بعيد المنال 

دعيني اصب لكي الشاي فانتي خرافية الحسن هذا المساء

دعيني اخذ قلما ورسما ولحنا جميلا فاكتبك وارسمك واصنع منكي لحنا جميلا 

فإنني اراك في كل تلك التفاصيل الجميلة 

الا تجلسين قليلا الا تجلسين 

فان القضية اكبر منكي واكبر مني كما تعلمين وما كان بيني وبينك لم يكن نقشا علي وجه ماء ولكنه كان شيئآ كبيرآ كهذي السماء فكيف بلحظة ضعف نريد اغتيال السماء 

الا تجلسين لخمس دقائق اخري 

ففي القلب شئ كبير وحزن كبير 

وليس من السهل قتل العواطف في لحظات والقاء عشقك في سلة المهملات 

فان تراثا من الذكريات و العشق والحزن 

يحاصرنا من جميع الجهات

بقلم محمد عبدالرحمن الهميم 

الاحد 25/اكتوبر/2020

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات