Skip to main content
search

سوف احكي عنك في أحلامي لكل من ألتقي به هناك ساخاطب الشعراء والفلاسفة وعلماء النفس عن كينونة عشقنا وعن جنون العشق ساسرد الشعر سردا لم تحطه ريش القدماء في رقاع الجلود ولا أقلام الفلاسفة في عصر الجنون سامدد في حلمي حتي أبلغ منه مبلغا يوصلني اليك حتي أضع الخاتم في اصبعك الأوسط واضع عليه قبلة وافارقك لحظات ثم أعود حاملا علي صدري قميصا ابيضا يتدلي القماش من جوانبه ترقعه الزهور ثم في وسط الزحام والناس تترامي علي جنبات الموائد يشكلون اطباقهم ويملأؤون كؤوسهم سوف احكي قصتي إليك وتحكين قصتك إلي ونفارق الزحام تاركين ورائنا ابتسامة يتقاسمها الحضور ثم دخولا الي عالمنا الذي لايحق لغيرنا أن يشاركنا اياه فنتلوا صلاتنا ونتكئ علي مخبأ أسرارنا فنرسل للدنيا اغلي هدية وهبنا إليها الإله، أريدها انثي وتحلمين بالصبي فتعلوا البيت صرخة تملأ زواياه فرحا ما أجملها تلك الأصابع الرقيقة وتلك العينين الصغرتين وذاك الثقر الذي يبحث عن كلمات يحفظها لكي يرددها كلما رائآني وكلما رائآكي فتارة ماما وتارة بابا ثم تمر السنين ويرتقع رأسي ورأسك بخيوط بيضاء تخلخل ذاك السواد وتلك الظهور المستقيمة أصبحت معوجة وبتنا نرى الأشياء علي غير حقيقتها واصبحت الأحمال والاوزان ثقيلة علينا لا نقوى علي حملها فيأتي الذي كان ذو ثقر صغير وانامل رقيقة في ثوب الفتوة والشباب اليافع فتارة يمسح راسك برقة وتارة يزين يدي بقبلة فيحمل عنا مصاعب الدهر وتعب السنين فيستقيم ظهري به ويعلو رأسك علي كاهله فيكون هذا الحال بضع ونيف من الزمان ثم يأتي هتاف الذي لابد منه فتطوي كل تلك الذكريات الجميلة بصفحاتها البيضاء وبآلامها ثم من سطح الأرض الي باطنها ثم فجأة تلمسني أنامل من الواقع توقظني من ذلك الحلم.

بقلم / محمد عبدالرحمن الهميم

الأربعاء 1/ أبريل /2020

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024