كوميديا البشرية

كوميديا البشرية - عالم الأدب

إنه لمن الصعب علي أن أقر بذلك، فأنا بهذا الحديث سأتهم نفسي،

 ولكم نكرهه إتهام أنفسنا والإعتراف بحقيقتنا ، لكن ما باليد حيلة يا سادة! نحن البشر لا نطاق، وسأواجهكم الآن بالحقيقة التي نتهرب منها وننكرها على أنفسنا. 

لا أعرف إذا ما وصفتموني الآن بالجنون أو أنكم متخبّطين مما سوف ألقيه على مسامعكم الآن، لكن لا تتعجلوا الأمور.. ودعوا الأحداث تأخذ مجراها… 

دعونا نكمل حديثنا المقطوع وليذهب ما يشغلنا إلى الشيطان، هل يمكن فعلاً أن يتحول هذا العالم من السيء إلى الأجمل؟ 

كلا هذا غير ممكن، كحقيقة الشمس في السماء.. نحن لا نطاق حتى أنفسنا لا تطيقنا، إن ذلك لأمر مضحك يا سادة، ولكن أوتعلمون ما هو المضحك و السخيف أكثر من ذلك.. نحن.. أجل.. نحن البشر القذرين الدنيئين ، وليكن في علمكم أيها السادة ما أقوله فضيلة تامة، وليست تراهات أحاديثٍ وليدة من الفضيلة .. 

لنتحدث عن وفائنا ، ولنتحدث عن نُبلنا.. همم.. لا لا بل لنتحدث عن الدناءة النزيهة ، ولا تتعجبوا من قولي.. إنه لمن السذاجة أن نصف أنفسنا بالفضائل، والمحاسن التي حذفت من جملة حياتنا وخطت على سطور لكن بماء من دم الشيطان.. لا تسخروا على ما أحدثكم به الآن و تنعتوني بالجنون، أنا لست منافقا ذو وجهين، فها أنا و أمامكم أصفعكم بما سيُنكِره الجميع.

أوتعلمون من هو المجنون؟

ذلك الذي يتهم الناس بالجنون ذهابا وإيابا.. ولكم أمقت ذلك النوع من الأشخاص.. أنا لست جبانا مثلكم يا سادة أو قد لا أعلم إن كنت حقا أم لا، فإن نفيت سيكون هذا دفاعا رخيصا عن نفسي مثل ما تفعلون، وسأقولها في وجوهكم البائسة، مثلكم أنتم.. نعم.. فأنا لا أنفك أكرهكم ..إذا أردتم الضحك يا سادة فاضحكوا هواكم أن تضحكوا على أنفسكم البائسة، فأنتم جميعكم بلا استثناء، لا تجيدون غير ذلك.

يا إلهي! ولكم نحن محبين للفساد والخبث وكل ما هو بذيء ،

 بل غارقين بحبنا لهم، فهل نستطيع أن نكمل حياتنا السخيفة بدون أن نقع غارقين بهم؟ 

كلا.. لا نستطيع فهي أصبحت جزءا راسخا فينا، ومذهبا نسير عليه..

بعد أن كانت حياتنا تخلوا من كل خطيئة، جاء أول بشري وسنّ أول مذهبٍ للفتن، نحن سبب الخراب ودمار كل شيء.

نشعر بالنشوة بعد كل دناءة حقيرة نفعلها، فنخون.. نخذل.. نسرق، و إذا اضطررنا للقتل نقتل بدون أن يرف لنا جفن، حينها نشعر بعين الخلود والعظمة.. ولكم نحن سخفاء، ولكم نحن جبناء. . .

– مع كامل إحترامي لكم، لا أقصد بنشر هذا النص خدش نفوسكم، دمتم بخير يا رفاق 
– مصطفى شحادة 
— من الأرشيف القديم
-17 . Mar . 2019

Recommended1 إعجاب واحدنشرت في شعر، قصص، مشاركات الأعضاء، مشاركات عامة، مقالات

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات