Skip to main content
search

يا فَرخَ نِهيا بِإِفكٍ قُلتَ أَو زورِ

إِذ لا تَزالُ تَعَبّا لي بِتَعبيرِ

قَد كُنتُ قَصَّرتُ بُقيا أَو مُحافَظَةً

فَالآنَ حينَ اِنجَلى هَمّي بِتَقصيري

نُبِّئتُ أَنَّكَ يا حَمّادُ تَنبَحُني

وَالكَلبُ يَنبَحُ مَربوطاً بِساجورِ

أَحينَ هَرَّت كِلابُ الحَيِّ مِن حَرَسي

وَاِحمَرَّ مِن مُهَجِ الأَجوافِ تَصديري

وَذَبَّ عَنّي غُواةَ الناسِ مُعتَدِياً

بابٌ حَديدٌ وَصَوتٌ غَيرُ مَنزورِ

تَفشو إِلَيَّ بِأَشعارٍ مُلَصَّقَةٍ

مَهلاً أَبا عُمَرٍ ما أَنتَ في العيرِ

حَلَفتُ بِالقِبلَةِ البَيضاءِ مُجتَهِداً

وَبِالمَقامِ وَرُكنِ البَيتِ وَالسورِ

لَقَد عَقَقتَ عَجوزاً جِئتَ مِن هَنِها

ما الشَيخُ والِدُكَ الأَدنى بِمَبرورِ

غَنَّيتَ في الشَربِ مَندوباً وَمُبتَدِئاً

فَهَل كَفاكَ التَغَنّي في المَواخيرِ

غُرُّ القَصائِدِ أُسديها وَأُلحِمُها

كَأَنَّ رَأسَكَ مِنها في أَعاصيرِ

اِذكُر سَواءَةَ ثُمَّ اِفخَر بِظِئرِهِمُ

وَما اِفتِخارُ بُنَيِّ الظِئرِ بِالظيرِ

صَه لا تَكَلَّم جِهاراً في مَجالِسِنا

وَسَل عَجوزَكَ عَن بَكرِ بِنِ مَذعورِ

قَد كُنتُ أَعرِفُ حَمّاداً فَأَستُرُهُ

وَما اِمرُؤٌ مِن بَني نِهيا بِمَستورِ

وَأَنتَ أَعقَدُ مِثلُ اللَوزِ مُعتَرِضٌ

بِالدُرِّ تَغدو بِوَجهٍ غَيرِ مَنصورِ

تُعطي وَتَأخُذُ مِن قُبلٍ وَمِن دُبُرٍ

وَذاكَ شُغلٌ عَنِ المَعروفِ وَالخيرِ

وَعَجرَدٌ كانَ وَشّاءً وَكانَ لَهُ

عِلمُ المُباهي بِوَضعِ الوَشي وَالنيرِ

قَد عالجَ الغُرلَ حيناً قَبلَ لِحيَتِهِ

حَتّى عَلا رَأسَهُ شَيبٌ بِتَقتيرِ

وَأَنتُمُ أَهلُ بَيتٍ عَمَّكُم سَتَهٌ

فَكُلُّكُم بِاِستِهِ داءُ السَنانيرِ

في مِنصِبٍ مِن بَني نِهيا تُطيفُ بِهِ

شُمطُ النَبيطِ بِإِكبارٍ وَتَوقيرِ

بشار بن برد

بشار بن برد بن يرجوخ العُقيلي (96 هـ - 168 هـ) ، أبو معاذ ، شاعر مطبوع. إمام الشعراء المولدين. ومن المخضرمين حيث عاصر نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية. ولد أعمى، وكان من فحولة الشعراء وسابقيهم المجودين. كان غزير الشعر، سمح القريحة، كثير الإفتنان، قليل التكلف، ولم يكن في الشعراء المولدين أطبع منه ولا أصوب بديعا.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024