Skip to main content
search

مرّتْ بنا بمصلَّى الخَيْفِ سانحةٌ

كظبيةٍ أفلتتْ أثناء أشواكِ

نبكي ويضحكها منّا البكاء لها

ماذا يمرّ من المسرور بالباكي

فَقلتُ والقول قد يَشْفِي أَخا شَجنٍ

وربّما عطف المشكوُّ للشاكي

أُعطيتِ منّا الّذي لم نُعطَ منك فلو

رام الهوَى النَّصْف أعطانا وأعطاكِ

ولستِ بالرِّيمِ لكنْ فيكِ أحسنُهُ

ولستِ ظَبْيّاً وريّا الظَّبْيِ رَيّاكِ

تودّ شمسُ الضّحى لو كنتِ بهجتَها

وودّ بدرُ الدّجى لو كان إيّاكِ

قد كنتُ أحسبني جَلْداً فأيْقظنِي

مِنِّي على الضَّعفِ أنّي بعضُ قتلاكِ

لا باركَ اللَّهُ في قلبٍ قَلاكِ ولا

أبكي السّماءَ لمن بالسّوءِ أبكاكِ

ولا تولَّى الّذي ولّاكِ جانِبَهُ

وَلا عدا الخيرُ إلّا مَنْ تعدّاكِ

أشقيتِ منّا قلوباً لا نقول لها

أشقى الإلهُ الّذي بالحبّ أشقاكِ

وكنتِ ملذوذةً والمرُّ منك لنا

وما أمرَّكِ شيءٌ كان أحلاكِ

هل تذكرين وما الذكرى بنافعةٍ

مَسْرَى الرّكائب يومَ الجِزعِ مسراكِ

في ليلةٍ ضلّ فيها الرَّكبُ وجهتهمْ

لولا ضياءُ جمالٍ من مُحيّاكِ

بِتنا نَميلُ على أقتادنا طَرَباً

مُصغين نَحو الّذي بالحسن أطراكِ

مسهّدين ولولا داءُ حبِّكمُ

أكرى العيونَ لنا مَن كان أكراكِ

إنْ بتِّ آمنةً مِنّا عليك كما

شاء العَفافُ فإنّا ما أمِنّاكِ

أو كنتِ ساليةً لمّا خطاكِ هوىً

غدا علينا فإنّا ما سلوناكِ

وإِنْ ملَلْتِ فقوماً لا ملالَ بهمْ

وإنْ سَئِمتِ فإنّا ما سئمناكِ

أيُّ الشّفاءِ لداءٍ في يديكِ لنا

وأيُّ ريٍّ لصادٍ مِن ثناياكِ

لَولا الغُواةُ وخوفٌ مِن وشايتهمْ

ما كانَ مَثواي إلّا حيثُ مثواكِ

ملكْتِنا بالهوى والحبُّ مَتْعَبَةٌ

فحبّذا ذاك لو أنّا ملكناكِ

ولو أُصِبْتِ بداءٍ قد أصِبْتُ به

علمتِ ما في فؤادٍ بات يهواكِ

إِنْ تَشكري فاِشكري من لم يُذِقْكِ هوىً

ومَن بحبّك أبلانا وأبلاكِ

وكيف يصحو فؤادٌ فيكِ مختبلٌ

تسرِي سُرى دَمِهِ فيه حُميّاكِ

ولو رميتِ ورَيْعانُ الشّباب معي

أصميتِ منِّيَ مَن بالحبّ أصماكِ

كم مرّةٍ زرتِنا وَهْناً على عَجَلٍ

سريتِ فيه وما أسْرَتْ مطاياكِ

حَتّى اِلتَقينا على رغم الرُّقادِ وما

ذاك اللّقاء سوى وسْواسِ ذكراكِ

فإنْ هجرتِ وقد أخلَفْتِ واعدةً

فبالّذي زرتِ ما واعدتِنا ذاكِ

الشريف المرتضى

ابوالقاسم السيد علي بن حسين بن موسی المعروف بالشريف المرتضى هو مرتضی علم الهدی (966 – 1044 م) الملقب ذي المجدين علم الهدي، عالم إمامي من أهل القرن الرابع الهجري. من أحفاد علي بن أبي طالب، نقيب الطالبيين، وأحد الأئمة في علم الكلام والأدب والشعر يقول بالاعتزال مولده ووفاته ببغداد.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024