Skip to main content
search

قدوم أتى باليسر والسعد مقبلا

وعود به وجه السرور تكملا

وروض الهنا أبدى لنا غصن بانة

واهدى لنا من نشره ما تحملا

ووافى نسيم القرب ينشر ما انطوى

وقد زاد في اعذاره وتعللا

وقام خطيب الدوح بالبشر ساجعا

وأبدع في انشائه وترسّلا

ودهر لنا كانت تريش نصاله

وقد تاب مما قد جنى وتنصلا

وأضحت لنا كانت تريش نصاله

فاكرم بها دارا وربعا ومنزلا

وغزلانها قد غازلتنا عيونها

الم تر فيها قد حمدنا التغزلا

وقد كسيت من سندس الروض حلة

تجل لمعنى حسنها ان تفصلا

موشّعة تحلو بدر الندى الذي

علينا به قاضي القضاة تفضلا

فتى قصبات السبق حاز فيا له

جوادا كريما في الجياد محجلا

هو الالمعي الماجد الفطن الذي

يكاد يجيب المرء عما تخيلا

فيوضح بالتسهيل ما كان غامضا

وبعرب بالتوضيح ما كان مشكلا

معانيه لم أستوف بعض صفاتها

ولو أن مدحي جاء فيه مطولا

اذا رمت اتلو الحمد فيه مفصلا

بدأت ببسم الله في النظم اولا

اليه حديث الجود يعزى لأنه

رواه عطا في النقل عنه مسلسلا

سريع الندا وافي الحيا وافر العطا

ارى كل بحر عنده صار جدولا

له سمر اقلام على الطرس ان جرت

جرى الجود منها منهلا وتسبّلا

سقتها اياديه فأثمرت الندا

وعادت كما كانت وأبهى واجملا

فمن كفه در المكارم يجتنى

ومن لفظه در المحاسن يجتلى

كثير افتناء الحمد يرغب في الثنا

ويرفض لواما عليه وعذلا

ومبتدئا يعطيك قبل سؤاله

حياء ويخشى ان تقول فيخجلا

هو الغيث الا انه طاب نائلا

هو البحر الا ان مورده حلا

على انه اندى من البحر راحة

ونائله اضحى من الغيث اجزلا

فذاك تراه باكيا ومقطبا

وهذا تراه ضاحكا متهللا

اذا انت رمت الحمد فيه مبالغا

على صيغة التفضيل تلقاه افضلا

غدا حرما للطائفين محله

فيا فوز من يسعى اليه مهرولا

يفوز بما يرجوه من ام بابه

ويبلغ منه فوق ما كان املا

عليه بحسن المدح عولت في الندا

وما خاب من اضحى عليه معولا

وافي وان قصرت في حق شكره

لارجو مدحي من نداه التطولا

فيا روضة العليا ومنهاج دوحها

ومفتاح علم بابه كان مقفلا

بماذا الذي ندعوك يا احمد الورى

تقول شهاب انت ام واحد العلا

فخذها من الدر النظيم بتيمة

فانك اولى من بها قد تكفلا

مدائحها السحر الحلال نسيبها

باوصافه المعنى الغريب تأهلا

جياد المعاني استطردت في بديعها

الم تر فيها اللفظ كيف تعجلا

بديعة حسن راق ماء انسجامها

وقد جل قدرا حسنها ان يمثلا

لتصديرها شيخ الشيوخ فلو رأى

لكان على ابياتها متطفلا

ولو أن يوما للنباتي عارضت

لقال لها هذا النبات الذي حلا

وتسمو على طرح ابن برد بوشيها

ومن نسجه جاءت ارق واغزلا

ولولاك لم يحسن محرر لفظها

ولا كان يحلو مجملا ومفصلا

ولا اشرقت حسنا اهلة افقها

ولا انتظمت عقدا جواهرها ولا

فدم وابق واسلم فالزمان بكم صفا

وطاب مزاجا بالهنا وتعدّلا

فلا زلت ترقى في صعود وفي علا

وشانيك قد افضى الهبوط به الى

ولا زالت الامداح فيك ختامها

يفوح من الارجاء مسكا ومندلا

ابن مليك الحموي

ابن مليك الحموي (840 - 917 هـ) هو علاء الدين علي بن محمد بن علي بن عبد الله الدمشقي الفقاعي الحنفي، شاعر من العصر المملوكي. ولد بحماة سنة أربعين وثمانمائة، وأخذ الأدب عن الفخر عثمان بن العبد التنوخي وغيره، وأخذ النحو والعروض عن الشيخ بهاء الدين بن سالم. رع في الشعر حتى لم يكن له نظير في فنونه، وجمع لنفسه ديواناً في نحو خمس عشرة كراسة، وخمس المنفرجة، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بعدة قصائد

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024