على دار حللت بها سلامي

ديوان الشريف المرتضى

على دارٍ حَللتَ بِها سَلامي

وَجادَتها مغلَّسةُ الغمامِ

وَزارَك بِالتحيّةِ كلُّ يومٍ

وَجادَك بالعطيَّةِ كلّ عامِ

فَكَم لكَ في رِقابٍ مِن أَيادٍ

بَواقٍ مثلَ أَطواقِ الحمامِ

وَمِن مِنَنٍ مَلَكنَ الفَضلَ حتّى

خَلَطنَ كِرامَ دَهرك باللئامِ

فَكيفَ أُطيق شُكرَكَ وَهو شيءٌ

يَضيقُ بِثقلِ غايَته كَلامي

فَرَأيُكَ جُنَّتي وَنَداكَ كَنزي

وَمن جَنَفِ الخطوبِ بك اِعتِصامي

وَإِن ذعرَ الزّمانُ فَأَنتَ رُكني

أَلوذُ بِهِ مِن الخططِ العظامِ

فَقُل لِمُسَوّفٍ بِالبذلِ ملقىً

يُعلَّلُ بِالمَواعِدِ وَهو ظامِ

وَمَن يُزوى عَنِ الجَدوى وَيُعطي

مَتى يُعطي القَليلَ منَ الحطامِ

خُذوا منّي الثناءَ عَلى مقامٍ

بعَقوَةِ مَن يَطيب به مقامي

حِمىً مُنِحَ الكفايَةَ قاطنوهُ

فَلا سَغبي يُخاف ولا أوامي

حِمىً لأغرّ تُبصره قريباً

كَشمسِ الأفقِ أَو بدرِ التمامِ

كَأنّي إِذ حَطَطت إليهِ رَحلي

نَزلتُ بِهَضب رَضوى أو شمامِ

سلوتُ النّاسَ كلّهمُ وأَضحى

بِهِ وَجدي وَفي يده غرامي

أَلا يا ذا السّياساتِ اللّواتي

غَلَبنَ عَلى المَقاصِدِ وَالمرامِ

وَمَن قَطع الزمانَ وفي يَديهِ

مَقادَةُ ذَلك الجيش اللهامِ

وَمن سلبت مَحاسِنُه عديلاً

يُضافُ إِليهِ مِن هَذا الأنامِ

أَجِرني أَن أَزورَ سِواك مولىً

أَراهُ وَأَنت لي مولى غلامِ

وَدُم لِلفَضل وَالإنعامِ حتّى

نَراكَ وَقَد سئمتَ من الدوامِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

بديع الزمان الهمذاني – المقامة الدينارية

حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشامٍ قَالَ: اتَّفَقَ لي نَذْرٌ نَذَرْتُهُ في دِينَارٍ أَتَصَدَّقُ بِهِ عَلى أَشْحَذِ رَجُلٍ بِبَغْدَادَ، وَسَأَلْتُ عَنْهُ، فَدُلِلْتُ عَلى أَبِي الفَتْحَ الإِسْكَنْدَرِيِّ، فَمضَيْتُ…

تعليقات