إن كنت يا عمرو قد أسأت فقد

ديوان الشريف المرتضى

إنْ كنتَ يا عمرو قد أسأتَ فقد

رأيت فيك العدوَّ محتكما

في ساعةٍ لو رآك في يده

أقسى عدوٍّ لرقّ أو رحما

قُتِلتَ بالذُّلِّ والمهانةِ وال

قتلُ مريحٌ إذا أسال دما

فإن تعشْ برهةً فأنت بما

رُمِيتَ مَيْتٌ لم تسكن الرَّجَما

وإنْ تكن ناجياً من الموتِ فال

موتُ مُنى مَن يعالجُ السَّقما

لم تنجُ منه كما علمتَ ومَنْ

سلّمه الإتّفاقُ ما سلما

شُلَّتْ يدا من رمى فلم تُصمك الر

رَميةُ لمّا لم يدر كيف رمى

إنّ الأُلى في صدورهمْ حَنَقٌ

لم تعفُ آثارُهُ ولا اِنصرما

همّوا ولم يفعلوا لعائقةٍ

وفاعلٌ للأمور مَن عزما

ألَمَّ سوءٌ وما أتمَّ وكمْ

أنشبَ أظفارَه وما عدما

فاِخشَ لها عودةً فجارمُها

صَبٌّ بها ليس يعرف النّدما

إنّ الّذي أنت غُنْمُ بُغْيتِهِ

ما ظَفِرتْ كفُّهُ وما غنما

وَقد قَضى اللَّهُ أن يزيل لنا

نعمةَ من ليس يشكر النِّعما

ما شكّ قومٌ قُذِفتَ وسْطَهُمُ

أنّ جنوناً بالدّهر أو لمَمَا

أخَفْتَنِي ثمّ ما أمنتَ فلا

يأمن منّا من خاب أو نَدِما

فقل لقومٍ غُرّوا بفتنتِه

إِنّ أديماً دبغتُمُ حَلُما

ظننتُمُ أنّه ينير لكمْ

فَزادكم فَوق ظُلمةٍ ظُلَما

وَإِنْ أبَيْتُمْ إلّا عِبادَتَه

فقد رأينا من يعبد الصَّنمَا

وقلتُمُ إنّه أخو كرمٍ

وَما رَأينا فيكم لَه كَرما

وقال قومٌ أعطى فقلتُ لكمْ

إِنْ كانَ أَعطى فطالما حرما

قد ثلم الدّهرُ ما بناهُ لكُمْ

وتاب ممّا جناه واِجترما

فلا تروموا مثلَ الّذي

كان فذاك الشّبابُ قد خُرِما

بالجِدِّ نلتُ الّذي بلغتُ ولم

تعملْ إليه كفّاً ولا قدما

ولا أساسٌ لما بنيتَ فما

نُنكر منهُ أَن زال واِنهدما

فَقد سَئِمناك والمدى كَثِبٌ

ومن ثَوَى الرّيفَ جانَبَ السَّأَما

وإنْ تُصَبْ بالرّدى فليس ترى

دمعاً لعينٍ عليك مُنسَجِما

وَإِنْ تَغبْ فالّذي به غُصَصٌ

منك بواقٍ يقول لا قَدِما

فَلا سَقى اللَّهُ وادياً حلّه الس

سوءاتُ لمّا حللتَه الدِّيَما

ولا هَناك الّذي أتاك ولا

أمنتَ فيما جنيتَه النِّقَما

وَماءُ قومٍ حلَلتَ بينهُمُ

لا كان عَذْباً لهمْ ولا شَبما

فلا يَرُعني منك الوعيد فما

زلتُ أُولِّيهِ مِنّيَ الصَّمَما

ومَن ترى أنّني أهاب أذىً

فمبصرٌ في منامه حُلُما

سَلْ عَن صُخوري مَن كان يقرعها

وَعن قناتي اِمرءاً لها عَجَما

فلم أكنْ شحمةً لمُزْدَرِدٍ

كلّا ولا مضغةً لمن ضغما

قد كنتُ سيلاً وكنتمُ وَهَداً

وكنتُ ناراً وكنتمُ فحما

للَّه قَومٌ رأيتُ قبلك فو

ق العرش من هذه البِنا جُثُما

كانوا بسِلمٍ إنْ سادَ في حومة ال

حربِ أسودٌ إِفراسةً حَطما

لم يك فيهمْ ولا لهمْ أحدٌ

خالٍ بسوءِ الفِعالِ متَّهما

من كلِّ قَرْمٍ يشفي إذا شهد ال

حومةَ بالبِيض والقنا القَرَما

يرهب في عرضة الملام ولا

يرهب يوماً في جسمه الألما

كأنّني بالخيول ثائرةً

مُعجَلَةً أنْ تَقَلَّدَ اللُّجُما

مثلُ الدَّبا إذْ يقول مبصرها

شلَّ اليمانون بالقنا النَّعَما

وفوقهنّ الكماةُ حاملةٌ

سُمْراً طِوالاً وبُتَّراً خُذُما

لم ينثروا بالسّيوفِ مصلتةً

في الحربِ إلّا الأجسادَ والقِمما

فلا غَبَت منِّيَ المعارِضُ فالت

تعْريض مثلُ التّصريحِ إنْ فُهِما

وربّما ساعد اللّسان فلمْ

أحبسْ لساناً عن نطقه وفما

فطالما لم يخفْ رجالٌ من ال

أَسْيافِ كَلْماً وحاذروا الكَلِما

خذها ومن بعدها نظائرها

فلستُ للصّدق فيك مُحتشما

فأغبنُ النّاسِ كلِّهمْ رجلٌ

هاج لساناً أو نَبَّهَ القَلما

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات