Skip to main content
search

طَرْفٌ تَعَرَّضَ بَعْدَكُمْ لِهُجُوعِ

لَا زَالَ ذَا شَرَقٍ بِفَيْضِ دُمُوعِ

وَجَوانِحٌ جَنَحَتْ لِغَيْرِ جَمالِكُمْ

لا بُشِّرَتْ مِنْ عَوْدِكُمْ بِرُجُوعِ

يَا غَائِبونَ وهُمْ بُدُورٌ هَلْ لَكُمْ

أَنْ تَسْمَحُوا لِطُوَيْلعٍ بِطُلُوعِ

أَوْطَانُهُ لَيْسَتْ بِأَوْطَانٍ إِذَا

غِبْتُمْ وَلَيْسَ رُبُوعُهُ بِرُبُوعِ

وَإذَا حَلَلْتُمْ فِي مَحَلٍّ مُمْحِلٍ

كُسِيَتْ مَحَاسِنُهُ بِكُلَّ رَبِيعِ

مَنْ لِي بِهَا قُمْرِيَّةٌ قَمَرِيَّةٌ

تَسْبِيكَ بالمَنْظُورِ وَالمَسْمُوعِ

زَادَتْ بُطُرَّةِ شَعْرِهَا المَفْرُوقِ فَوْ

قَ جَبِينها في حُسْنِهَا المَجْمُوعِ

فَعَجِبْتُ مِنْ تِلْكَ الذَّوَائِبِ بَعْضُهَا ال

مَحْمُولُ جَاذَبَ بَعْضَهَا المَوْضُوعِ

قَدْ نُزِّهَ البَدْرُ المُنيرُ وَوَجْهُهَا

وَالشَّمْسُ بِالتَّثْلِيثِ عَنْ تَرْبِيعِ

بَخِلَ الخيالُ بِهَا وَزارَتْ يَقْظةً

فَحَظِى بِهَا سَهَرِي وَخَابَ هُجُوعِي

وَأَلذُّ مَا كَانَ الوِصَالُ إذَا أَتَى

شَفْعاً كَمَا تَهْوَى بِغَيْرِ شَفِيعِ

فَرَفَعْتُ عَنْ تِلْكَ العُقُودِ قِنَاعَهَا

شَرَها وَلَمْ أَكُ دُونَهُ بِقَنُوعِ

فَتبسَّمَتْ عَنْ مِثْلِ مَا فِي جِيدِهَا

لُطْفاً فَفَاضَتْ لِلسُّرورِ دُمُوعي

فَتوَهَّمَتْ أَنِّي بَكَيْتُ تَخَضُّعاً

فَتَواضَعَتْ جَبْراً لِفَرْطِ خُضُوعِي

فَضَمَمْتُهَا ضَمَّ الكِمَامِ لِوَرْدِهَا

أَحْنُوا على مَجْمُوعِها بِجَمِيعي

لَوْلَا الضُّلوعُ عَدِمْتُهنَّ مَنَعْنَنِي

لَجَعَلْتُهَا بِالضَّمِ تَحْتَ ضُلُوعِي

مَا كَانَ أَحْلى في المزَارِ دُنوُّهَا

لَوْ لَمْ تَشُبْهُ مَرارَةُ التَّوْدِيعِ

كالرُّوحِ فِيهَا لِلنفُوسِ حَياتُهَا

وَنِزاعُهَا إِنْ آذنتْ بِنُزوعِ

كَمْ مَيِّتٍ بَعْدَ الفِرَاقِ حَياتُهُ

في قُرْبِ حَيٍّ بِالعَقيقِ جَميعِ

في مَنْزِلٍ كَهْلِ الثمارِ مُرَاهِقِ ال

أَزْهَارِ مِنْ ثَدْيِ الغَمَامِ رَضيعِ

عاقَتْ سَرِيعَ نَسيمِهِ عَذْباتُهُ

بالمَيلِ فَهْوَ بِهِنَّ غَيْرُ سَريعِ

عُرْبٌ أَعاجِمُ وُرْقُهُمْ تَشْدُوا على

أَسْماعِهِمْ بِالمَنْطِقِ المَسْجُوعِ

يَحْمُونَ سُمْرَهُمُ بِسُمْرٍ مِثْلَهَا

فِي كُلِّ ضَنْكٍ لِلْكُماةِ وَسِيعِ

مُزِجَتْ دُمُوعُ العَاشِقينَ بِأَرْضِهِمْ

وَدَم العِدا فَسُقِي الحِمَى بِنَجيعِ

بأبي بَديعٍ رَاقَنَي مِنْ قَدِّهِ

والثَّغْر بالتَوْشِيحِ وَالتَّوْشِيعِ

نَادَى العواذلُ فِيكَ غَيْرَ مُجَاوِبٍ

وَدَعوْا إلى السّلوانِ غَيْرَ سَميعِ

كَمْ مِنْ مَعينٍ لِلدُّموعِ بَذَلْتُهُ

بِمَصُونِ رَبْعٍ مِنْ حِمَاكَ مَنيعِ

لَمْ أَدْرِ كَيْفَ كَسَرْتَ قَلْبِي وَهُو بَيْ

تُ هَواكَ حَتَّى باتَ في التَّقْطِيعِ

الشاب الظريف

محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله التلمساني، شاعر مترقق، مقبول الشعر، لقب لرقته وطرافة شعره بالشاب الظريف، فغلب عليه هذا اللقب وعرف به.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024