خلها إنها تريد الغميما

ديوان الشريف المرتضى

خلِّها إنّها تريد الغميما

طالما أنجد الصّحيحُ سقيما

ليس ترعى حتّى تقيمَ بواد ال

حبّ إلّا وجيفَها والرَّسيما

ليسَ إلّا نجران إنّا نرى من

نا قلوباً بآلِ نجرانَ هِيما

جنِّبوها التّعريسَ حتّى تروها

نازلاتٍ بحضرموتٍ جُثوما

يا ديارَ الأحبابِ لا أبصرَتْكِ ال

عينُ من بعد أن حللت رسوما

إنّ عيشاً لنا خلسناه من أَيْ

دِي الرَّزايا لديك كان نعيما

أَينَ ظبيٌ عهدتُه في نواحي

كِ دَخولاً حَبَّ القلوب هَجوما

أقصدتني عيناه يوم تلاقي

نا بفسحِ الحِمى وراح سليما

وَاِلتَقطنا من لفظه الدُّرَّ نثراً

وَرَأيناه باِبتسامٍ نظيما

وَاِعتَنقنا فكنتُ سقماً هضيماً

ذا نحولٍ وكان حُسناً هضيما

كَيفَ أبغي نَصْفاً وقلبِيَ ولّى

طائعاً للهوى عليَّ غَشوما

وإذا قلتُ قد سلوتُ وخلّي ال

حبّ عنّي لقيتُ منه عظيما

وشكوتُ الهوى وما صنع ال

حبُّ بقلبي فما وجدتُ رحيما

ليس يجدي ودمعُ عيني نَمومٌ

بالهوى أنْ ترى اللّسانَ كَتوما

ولقد قلتُ والجَوى يُخرس النُّطْ

قَ ذُهولاً وحَيْرَةً ووُجوما

كيف أمسيتَ راحلاً بفؤادي

عن بلادي ولم أرِمْها مقيما

لستَ يا أيّها العَذولُ عن الحب

ب كَليماً منه وتَبَّ كليما

لا تلمني فكلُّ مَن حَمَلَ الأشْ

جانَ يرضى بأن يكون مَلوما

أيُّ شيءٍ منّي على راقدِ الطَّرْ

فِ خَلِيٍّ إنْ بتُّ أَرعى النُّجوما

وَإِذا كنتُ بالهوى ذا اِعوجاجٍ

فاِهنَ دوني بأن تكون قويما

لا تزدني بذا الزّمان اِختباراً

فلقد كنتُ بالزّمانِ عليما

أين أهلُ الصّفاءِ كنّا جميعاً

ثمّ ولَّوْا إلفَ الرّياح هشيما

رُمتُهم بعد أن توفّاهُمُ الموْ

تُ فما أن أصبتُ إلّا رميما

مَن عذيري مِنَ الزّمان أخي عَوْ

جاءَ أَعيا عليَّ أنْ يستقيما

لَيسَ يُعطِي البقاءَ إلّا لِمَن يس

لُبنه ذلك البقاء حميما

كم أراني قصراً مشيداً فما لب

بثَ حتّى رأيتُه مهدوما

وغنيّاً ما زال صَرْفُ اللّيالي

يعتريه حتّى ثناه عديما

وسُعوداً جرّتْ إلينا نحوساً

وسروراً جنى علينا هموما

نَحنُ قومٌ إذا دُعي النّاس للفخ

رِ إفالاً نُدعى إليه قُروما

وَإِذا ما ثَوَوْا لدى العزّ في الأطْ

رافِ كنّا عند الصّميم صميما

ومتى عدّدوا محلَّةَ فخرٍ

لم تكنْ تلك زَمْزَماً وحطيما

من أُناسٍ كانوا كما اِقترح المج

دُ جُنوحاً عند الحِفاظِ لزوما

لم يحلّوا دارَ الهَوانِ وكانوا

في المعالي فوق النّجوم نجوما

فهُمُ للزّمانِ أوضاحُهُ الغُر

رُ ولولاهُمُ لكان بَهيما

وإذا اِستُلّتِ الجيادُ وأبْكَيْ

ن جلوداً أَو اِعتَصرن حميما

ورأيتَ الرّماحَ يجعلن يوم ال

قرِّ بالطّعنِ في النّحورِ جحيما

لبسوا البِيض والرّماحَ دروعاً

لَم يَصونوا إلّا بهنّ الجسوما

كلّ مُستبسلٍ تَراه لدى الحر

ب سفيهاً وفي النَّديِّ حليما

لا يحبّ الحياةَ إلّا لأنْ يُغ

ني فقيراً أو أنْ يصون حريما

وتراه مكلَّماً وصفيحُ ال

هند يزداد بالضِّراب ثُلوما

قد حفظنا ما كان جِدَّ مضاعٍ

ودعمنا ما لم يكنْ مدعوما

وَبِنا اِستنتج الرّجاءُ وقد كا

ن رجاءُ الرّجال قبلُ عقيما

وإذا هبّت الخطوبُ ولم تك

فِ كَفَيْنا العظيم ثمّ العظيما

سلْ بنا أيُّنا وقد وُزِن الأمْ

جادُ أسنى مجداً وأكرمُ خِيما

وإذا شانتِ القروفُ أديماً

من أُناسٍ من ذا أصحُّ أديما

ولنا عزمةٌ بها نمطر المظ

لومَ عدلاً ونرزق المحروما

والفتى من إذا يهبّ على العا

في سَموماً قومٌ يهبّ نسيما

كم أُداري وقلّما نفع التّعْ

ليلُ هَمّاً لا يبرح الحَيْزوما

لم أجدْ مسعداً عليه ومن ذا

مسعدٌ في الورى الحُسامَ الخَذوما

وإذا ما دعوتُ قوماً إلى الهب

بَةِ فيه لم أدعُ إلّا نَؤوما

ولَخَيْرٌ مِن أنْ تعيش غبيّاً

باخسَ الحَظِّ أن تموت كريما

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان الشريف المرتضى، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

جدارية لمحمود درويش

هذا هُوَ اسمُكَ / قالتِ امرأةٌ ، وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ… أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي . ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ طُفُولَةٍ أَخرى…

تعليقات