تلف البصائر والزمان مفجع

ديوان أبو العلاء المعري

تَلَفُ البَصائِرِ وَالزَمانُ مُفَجَّعٌ

أَدهى وَأَفجَعُ مَن تَوى الأَبصارِ

بَلَغَ الفَتى هَرَماً فَظَنَّ زَمانَهُ

هَرِماً وَذَمَّ تَقادُمَ الأَعصارِ

كَم عايَنَ الفَتَياتِ بَعدَ شَبيبَةٍ

عُجُزاً وَدُنياهُنَّ في الأَعصارِ

وَرُميتُ بِالهِمَمِ الطَوالِ وَغالَها

كَرُّ الخَطوبِ فَعَوَّضَت بِقِصارِ

وَالوَحشُ في الفَلَواتِ أَجمَلُ عِشرَةٍ

لِلمَرءِ مِن أَهليهِ في الأَمصارِ

وَإِذا حَصَلتَ مُراقِباً في مَنزِلٍ

سُكّانَهُ أُلفيتَ خِدَنَ حِصارِ

وَالحِلمُ أَفضَلُ ناصِرٍ تَدعونَهُ

فَاِلزَمهُ يَكفِكَ قِلَّةَ الأَصارِ

وَتَفَكُّرُ الإِنسانِ يَثني غَربَهُ

وَيَرُدُّ جامِحَهُ إِلى الإِقصارِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

السّعادةُ والشّقاءُ

يختلفُ مفهومُ السّعادةِ والشّقاءِ باختلافِ المجالِ الفكريِّ والآراءِ والتَّوجُّهاتِ، فنجدُ مفاهيمَ عديدةً تختلفُ بينَ اللُّغةِ والفلسفةِ وعلمِ النَّفسِ والاجتماعِ والدّينِ وغيرِها من مجالاتِ الفكرِ والمعرفةِ…

تعليقات