Skip to main content
search

اليَومَ أُدرِجَ زَيدُ الخَيلِ في كَفَنٍ

وَاِنَحَلَّ مَعقودُ دَمعِ الأَعيُنِ الهُتُنِ

بَني حُمَيدٍ لَوَ اَنَّ الدَهرَ مُتَّزِعٌ

لَصَدَّ مِن ذِكرِكُم عَن جانِبٍ خَشِنِ

إِن يَنتَخِل حَدَثانُ الدَهرِ أَنفُسَكُم

وَيَسلَمِ الناسُ بَينَ الحَوضِ وَالعَطَنِ

فَالماءُ لَيسَ عَجيباً أَنَّ أَعذَبَهُ

يَفنى وَيَمتَدُّ عُمرُ الآجِنِ الأَسِنِ

رُزءٌ عَلى طَيِّئٍ أَلقى كَلاكِلَهُ

لا بَل عَلى أُدَدٍ لا بَل عَلى اليَمَنِ

لَم يُثكَلوا لَيثَ حَربٍ مِثلَ قَحطَبَةٍ

مِن بَعدِ قَحطَبَةٍ في سالِفِ الزَمَنِ

إِلّا تَكُن صَدَرَت عَن مَنظَرٍ حَسَنٍ

حَربٌ فَقَد صَدَرَت عَن مَسمَعٍ حَسَنِ

نِعمَ الفَتى غَيرُ نِكسٍ في الجِلادِ وَلا

لَدنِ الفُؤادِ وَقعِ القَنا اللُدُنِ

حَنَّ إِلى المَوتِ حَتّى ظَنَّ جاهِلُهُ

بِأَنَّهُ حَنَّ مُشتاقاً إِلى وَطَنِ

وَلّى الحُماةُ وَأَضحى عِندَ سَورَتِهِ

مَعَ الحَمِيَّةِ كَالمَشدودِ في قَرَنِ

رَأى المَنايا حُبالاتِ النُفوسِ فَلَم

يَسكُن سِوى الميتَةِ العُليا إِلى سَكَنِ

لَو لَم يَمُت بَينَ أَطرافِ الرِماحِ إِذاً

لَماتَ إِذ لَم يَمُت مِن شِدَّةِ الحَزَنِ

أبو تمام

أَبو تَمّام (188 - 231 هـ / 788-845 م) هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أحد أمراء البيان، في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024