الدهر يصمت وهو أبلغ ناطق

ديوان أبو العلاء المعري

الدَهرُ يَصمُتُ وَهوَ أَبلَغُ ناطِقٍ

مِن موجِزٍ نَدُسٍ وَمِن ثَرثارِ

يَمشي عَلى قَدَمَينِ مِن ظَلمائِهِ

وَنَهارِهِ ما هَمَّتا بِعِثارِ

ضَنَّت يَداهُ وَتِلكَ مِنهُ سَجيَّةٌ

أَن تُجرِيا أَحَداً عَلى الإيثارِ

وَالعَيشُ ضِدُّ القولِ يَحمَدُ طولُهُ

وَيُذَمُّ هادي القومِ في الإِكثارِ

وَالسَيلُ إِن بَعَثَ النَباتَ مِنَ الثِرى

فَلَهُ بِحَظرِكَ سيّءُ الآثارِ

قَتَلَتكُمُ الدُنِّيا فَهَل مِن قائِمٍ

في أُمُّكُم يُرضي بِمَطلَبِ ثارِ

نُوَبٌ تَسورُ عَلى اِبنِ آدَمَ خِلتُها

صُيُداً حُثِثنَ عَلى أَغَنَّ مُثارِ

وَإِذا تَقَضَّت ساعَةٌ بِلُبانَةٍ

فَكَأَنَّ فائِتَها لَبونُ دِثارِ

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في ديوان أبو العلاء المعري، شعراء العصر العباسي، قصائد

قد يعجبك أيضاً

تعليقات