Skip to main content
search

أبا العباس قد ذَكتِ الجِمارُ

وطاب الليل واجتُويَ النهارُ

وفي الغُدوات والآصال بَرْدٌ

يُحَبُّ له الكساء المستزار

وقد كاد الربيع يكون كهلاً

شهيدايَ الشقائق والبَهار

وإن حبس الكساء تَجهَّمتْهُ

إذا ما جاء أيامٌ حرار

وقالت جئت والكتّان أولى

بلابسه وأنت اليوم عار

وما للمَلمس الصوفيِّ معنىً

إذا طاب ارتداء واتَزار

فعجّل بالكساء فإن قلبي

إليه مستهامٌ مستطار

ولا تُخسِسْهُ معتلّاً عليه

بإعجاليك حاشاك الضرار

فليس يليق بالسادات مطلٌ

يُزوَّر في عواقبه اعتذار

أعيذك أن تقابل مثل ودي

بعارفةٍ يكدرها انتظار

فإنك لم تزل غرضَ اختياري

وفيك لمن تخيرك الخيار

وكيف تدافعوني عن كساء

وحُبكُمُ شعاري والدثار

ابن الرومي

هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي شاعر من شعراء القرن الثالث الهجري في العصر العباسي، تميز ابن الرومي بصدق إحساسه، فأبتعد عن المراءاة والتلفيق، وعمل على مزج الفخر بالمدح، وفي مدحه أكثر من الشكوى والأنين وعمل على مشاركة السامع له في مصائبه، وتذكيره بالألم والموت، كما كان حاد المزاج، ومن أكثر شعراء عصره قدرة على الوصف وابلغهم هجاء،

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024