Skip to main content
search

أَصدُق إِلى أَن تَظُنَّ الصِدقَ مَهلَكَةً

وَعِندَ ذَلِكَ فَاِقعُد كاذِباً وَقُمِ

فَالمَينُ ميتَةُ مُضطَرٍّ أَلَمَّ بِها

وَالحَقُّ كَالماءِ يُجفى خيفَةَ السَقَمِ

— أبو العلاء المعري

شرح أبيات الشعر

أبيات في الصدق والكذب للمعري فله في تسويغ الكذب رأيان؛ أولهما: يبديه في الكذب الذي يدعوك إليه الاضطرار، والثاني في الكذب الذي يدعوك إليه الفن، فهو يوصيك أن تتوخَّى الصدق ما حييت، فإذا عرَّضك للهلاك أوصاك بمجانبته، ولم ير عليك بأسًا إذا أسرفت في الكذب — بكل ما في وسعك — لتنقذ حياتك من التلف، فإنما مثلُك في ذلك مثل من يضطره الجوع إلى أكل الميتة، فيقبل على المحظور كارهًا، أو يضطره المرض إلى مجانبة الماء؛ توقيًا للهلاك، فيكفُّ عنه توخِّيًا للشفاء، ودفعًا للسقم

أبو العلاء المعري

أبو العلاء المعري (363 هـ - 449 هـ) (973 -1057م) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان القضاعي التنوخي المعري، شاعر ومفكر ونحوي وأديب من عصر الدولة العباسية، ولد وتوفي في معرة النعمان في محافظة إدلب وإليها يُنسب. لُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت وذلك لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024