أيُّها البُلبلُ 

علِّمْني كيفَ يَنْسابُ سِحرُ جمالِ الحياةِ أنْغاماً شجيَّةً رائعةَ الأداءِ على أوتارِ قلبِكَ العذْبِ النَّقيِّ.

علِّمْني كيفَ تأسُرُ الطَّبيعةَ بمُجْملِها، فتَسْكبُ في جنَباتِها ألحَاناً ملائكيَّةً تُوقـِظُ في آذانِ الجَمادِ حُبَّ الحياةِ، ناهِيكَ عنْ تَصفِيقِ الجداولِ، وتراقُصِ أوراقِ الخمائلِ.

علِّمْني كيفَ تستَيْقِظُ أجْفَاني على شَمسِ الصَّباحِ، وكيفَ تغفُو عَيْنايَ على ضَوءِ القَمرِ؟

إنَّكَ عاشِـقٌ ومُعـلِّمُ العاشِقينَ.

إنَّكَ جَوادٌ ومدرسةٌ في الجُودِ.

إنَّكَ ساحِرٌ وسِحرٌ في الوجُودِ.

لقدْ علَّمْتَ الأشجارَ كيفَ تَعشَقُ النَّسماتِ.

وأيقظْتَ عيونَ الوردِ على أرَقِّ الهمَسَاتِ.

وحرَّكتَ مشاعِرَ الطَّبيعةِ بأَلْطفِ الَّلمسَاتِ.

فهَبْني منْ كِتابِ حبَّكَ دروسَاً تُعلِّمُني كيفَ أعْشقُ! وهَبْني منْ فُؤادِكَ الواسِعِ عطاءً يُعلِّمُني كيفَ أجُودُ!

دَعْ جداوِلَ أنغامِكَ تَنهمِرُ على أَنهَارِي الّتي شَحَّتْ مِياهُها، وذَبُلَتْ أفْياؤُها!

أيُّها المعلِّمُ:

إنَّكَ فلسفةٌ في الحُبِّ، ومدرسةٌ في الفنِّ، ولوحةٌ خالدةٌ في الجمالِ، فمَا قيمةُ الغاباتِ الوارفةِ الظِّلالِ، إذا لمْ تُعانِقْ أوتارُ أناشيدِكَ خدودَ أوراقِها الغَضَّةِ؟ وما فائدةُ الفضَاءِ إذا كانتْ لوحةً سماويَّةً بِلا أجنِحةٍ تُعانقُ النَّسماتِ؛ فتُوقِظُ فيها حركةً وحياةً؟! وما سِحرُ الجداولِ، إذا كانتْ عذْبةً لمْ تُقبِّلْها شِفاهُكَ عبَّاً وأنغامُكَ شَدْواً؟!

أيُّها العاشقُ الأصيلُ:

علِّمِ العاشقينَ أنَّ الحبَّ ليسَ سَحَابَ دُخانٍ في المقاهِي! وليسَ صَخَباً ودَبيباً فـي الملاهِي! وليسَ سَكَراً وخلاعةً ومُجوناً في الحَاناتِ!

علِّمْهُم أنَّ الحُبَّ بلا طبيعةٍ، بِلا صَقْصَقاتِ جَداولَ، بلا همَساتِ النَّسَائمِ في ليالٍ مُقْمرةٍ، بِلا ألْحانٍ عذبةٍ منْ أوتارِكَ السَّاحرةِ، بلا مُناجاةٍ لكلِّ عناصرِ الجمالِ في الوجـودِ، بلا روحٍ عَطْشَى إلى الخَيرِ والجمالِ، بلا جسدٍ طاهِرٍ ورِعٍ فـي لمسَاتِه، بلا عَينَينِ تَنبثِقُ منهُما أشِعَّةٌ صاعِقةٌ، بلا أنْفاسٍ مُعطَّرةٍ بأريجِ احتراقِ نبَضَاتِ القلوبِ؛ إنَّهُ دونَها سحابُةُ صيفٍ عابرةٌ، سَرْعانَ ما تَنقشِعُ أمامَ شَمسِ الحُبِّ والأملِ والحُرَّيّةِ.

أيُّها المتَّهَمُ:

إنَّكَ تُعْطي ولا حُدودَ لعطائِكَ، وتُغنِّي وتُطْرِبُ البشرَ دونَ أنْ يَنْظرُوا إليكَ نظْرةَ وُدٍّ أو تَقديرٍ أو احتِرامٍ.

إنَّكَ تَعشقُ الحُرَّيةَ في الأرضِ والسَّماءِ، وتأْبَى أنْ تَكونَ أسيراً في قفَصٍ، ولو كانَ منْ حريرٍ أو ذهَبٍ.

إنَّكَ تجُودُ على البشرِ بألحانِكَ العذْبةِ، فيُكافِئُونَكَ طَرْداً بالبنادقِ.

إنَّكَ تُعلِّمُهم مَعنَى الحرَّيّةِ، فيُريدُونَ أسرَكَ في معاجِمِهم الضَّيِّقةِ.

وتُعلِّمُهُم معانيَ الحُبِّ، فيَنظرُونَ إليكَ نظْرةَ استِهْجانٍ واحتِقارٍ؛ لأنَّكَ في شرائِعِهم مَخلوقٌ للطَّعامِ والمتْعةِ!

إنَّكَ تشْدُو، فتُشْجِي كلَّ الأرْواحِ العَطْشى إلى الحبِّ والجمالِ، لكنَّهم يتَغنَّونَ فيُشوِّهُون جمالَ الحياةِ بأصواتِهم الحَمْقَى الخاليةِ منَ النَّغَمِ والسِّحْرِ، المليئةِ بالحِقدِ والضَّغِينةِ!

أيُّها الملِكُ:

إنَّكَ رمْزُ السَّلامِ والمحبَّةِ؛ فكلُّ ربْوةٍ تَغْفُو على ألحانِ حبِّكَ العذْبةِ، وكلُّ نسائِمِ الَّليلِ تَعذُبُ على أنغامِكَ الملائكيَّةِ، وكلُّ ما في الطَّبيعةِ باتَ يَنعُمُ بالرَّاحةِ والسَّكِينةِ، أمَّا الشُّعوبُ، فما عادَتْ أرواحُهم تَنْتَشي إلَّا على أنغـامِ سلاسِلِ الدَّبَّاباتِ، وهديرِ الطَّائراتِ، ورعُودِ القاذِفاتِ.

وما عادَتْ عُيونُهم تغْفُو إلَّا على بِسَاطٍ منْ أجسَادِ الأبرياءِ، وما عادتْ آذانُهم تَرتاحُ إلَّا على انْسِيابِ دماءِ المسْحُوقينَ الضُّعفاءِ: قَتْلٌ، تشْريدٌ، تدْميرٌ، سحْقٌ، قصْفٌ، رعْدٌ!

آلافُ الضَّحَايا تستَغيثُ، فلا مُجِيبَ لاستِغاثَتِهم. أطفالُ العالمِ في خطرٍ: جُوعٌ، عطَشٌ، قتلٌ، إجْهاضٌ. أنهارُ العالمِ مُلوَّثةٌ: فضاءُ الكونِ مَشحونٌ بدخانِ الحِقدِ والأنانيَّةِ والظُّلمِ.

ذهبَتْ رحمةُ البشرِ عنِ الأرضِ، فحلَّتْ عليهِم لعْنةُ السَّماءِ: سُيُولٌ خانِقـةٌ، براكينُ حارقةٌ، زلازلُ مُدمِّرةٌ، شَمسٌ جَحيمٌ، أعاصيرُ غاضِبةٌ، وكلُّ ما في الكَونِ يدعُو إلى سحْقِ البشرِ؛ لأنَّهم لم يَعُودُوا بشراً، فالوُحوشُ تهْرُبُ منهُم، والطُّيورُ ترحَلُ عنهُم، وخيراتُ اللهِ تمتَنِعُ عنهُم، فزالَتْ رحمةُ اللهِ والسَّماءِ عنهُم؛ لأنَّ قلُوبَهم خلَتْ منْ رحمةِ مَنْ في الأرضِ.

أيُّها الرَّسولُ:

انْتَهَى عهْدُ النُّبوَّةِ والرُّسلِ، ذهبَتْ ملائِكةُ الرَّحْمةِ، غابَتْ شَمسُ الحقِّ! إنَّني بريءٌ مثلُكَ أيُّها البُلبلُ، إنَّني أحمِـلُ رسالةً مثلَكَ، ولكنْ ليسَ ثمَّةَ مَن يَسمَعُني!

فخُذْ كلِماتِي أيُّها الرَّسولُ إلى الملَأ الأعْلى، واحمِلْ مُناجاتِي ودَعواتِي إلى عرْشِ الرَّحمنِ، وخُذْ صرَخَاتِ أطفالِ العالمِ، وجِراحَ قـلُوبِ الأمَّهاتِ، وشَكاوَى الأبْرياءِ، وأنينَ الضُّعفاءِ، وآلامَ جميعِ المخلوقاتِ، وصُغْها رسالةَ استعطافٍ واستِغاثةٍ واستِنْجادٍ، لعلَّ اللهَ يَسمعُها منْ قلبِكَ الطَّاهرِ وصوتِكَ الملائِكيِّ أكثرَ ممَّا يَسمعُها منْ أيِّ مخلوقٍ آخرَ.

كنْ رسُولِي إلى اللهِ أيُّها المخلُوقُ منْ لحنِ الملائكةِ، وخذْني معَكَ إلى الملأِ الأعْلى، لعلَّهُ يَصبُّ جامَ غضَبِه عليَّ ليُنقذَ أرواحَ الشُّعُوبِ البريئةِ.

خذْ عُنُقِي وقدِّمْهُ قُرباناً للهِ لعلَّه يُخلِّصُ رقابَ المظلُومينَ منْ سيوفِ الظَّالمينَ وأعْوادِ المشانقِ الآثِمةِ.

خذْ جسَدِي وارْمِهِ في جَحيمِ الآخِرةِ، لعلَّهُ يَحترقُ، فيُنقِذُ أجسادَ الملايينِ وأرواحَهُم منْ جحيمِ الحروبِ.

خذْ نورَ بصَرِي، وامنَحْهُ شُعاعاً في عيونِ المحرومِينَ منْ نعْمةِ البصرِ.

خذْ كلَّ ما أملِكُ منْ نِعمٍ واسكُبْها في أفواهِ الجائِعينَ.

خذْ حُبِّي كلَّهُ وأَمْطِرْهُ وابِلاً على قلُوبِ البشرِ.

خذْ وجُودِي بأَسْرِه، وجمِّلْ بهِ وجُودَ العالمِ.

يا رسُولَ العُشَّاقِ:

كنْ رسُولي إلى حبيبَتِي، وخذْ قلْبي إليْها لعلَّها تسْتريْحُ، وهَبْها روحِي لتَكونَ فداءً لهَا. فأنا إنْ أحبَبْتُ الحياةَ، فمِنْ أجلِها، وإنْ عشِقَتْ روحِي المغامَرةَ فمنْ أجـلِ عيْنَيْها، وإنْ ارتاحَتْ نفسِي في غُربَتي البعيدةِ، فمِنْ أجلِ سعادتِها.

إنَّني أقتحِمُ كلَّ أبوابِ الحياةِ دونَ تردُّدٍ، وأواجِهُ مرارةَ الغربةِ دونَ تذمُّرٍ، وأسْلُكُ كلَّ دروبِ الصِّعابِ بِلا خوفٍ؛ لأنَّني أستمِدُّ من حبِّها كلَّ ألوانِ الشَّجاعةِ والعزيمةِ والإصْرارِ، وأسْتضِيءُ من نورِه ليلَ نهارَ.

قلْ لحَبيبتي ومَليكَتي: إنَّني أعشَقُها؛ لأنَّها ملَكَتْ فؤادِي! إنَّني اختَرتُها حبيبةً وشريكةً كمَا شاءَتْ إرادةُ القَدَرِ، إنَّها سكنَتْ روحِي وباتَتْ في عُروقِي.

لقدْ أطلَقَتْ قريحَتي منْ أسرِ الجُمودِ، وأيقظَتْ في أنفاسِي عبَقَ الورودِ، وحرَّكَتْ أوتارَ قلْبي على حبِّ الطَّبيعةِ والوجودِ، وأزالَتْ عنْ فكْري كلَّ رُكامٍ، وسالَتْ قطَراتُ يَراعَتي حِبراً وتِبراً بعدَ زُكامٍ، وألهبَتْ روحِي وأوْصَالي بهيامِ الغـرامِ، وباتَتْ مُقلتايَ بينَ غفْوةِ وسُهادِ المنَامِ، وهاجَتْ مُخيِّلتي بأجملِ الأحلامِ، وسالَتْ كلماتُ غرامِي على أوراقيَ البيضِ بأبْهَى الكلامِ، وامتلأَتْ جوارحِي بأثيرِ المحبَّةِ والسَّلامِ.

أيُّها المبشِّرُ الأمينُ:

اذهَبْ إلى حَبيبتي، واهمِسْ إلى روحِها وعقْلِها بأنَّني إنسَانٌ، إنسَانٌ، إنسانٌ، وأنا نهْرٌ منَ الإنسانيَّةِ؛ فنَبعِي فجْرُ ولادةِ الإنسانيَّةِ، ومَسِيري هوَ تاريخُ الإنسانيَّةِ بكلِّ ما فيهِ منْ أحداثٍ، ومَصبِّي هوَ كلُّ طمُوحاتِ وآمالِ الإنسانيَّةِ منَ الأرضِ إلى السَّماءِ.

لستُ صيَّاداً لأصْطادَ البلابلَ والطُّيورَ والأسْماكَ وأخطِفَ حياتَها وأسلُبَها حريَّتَها، ولسْتُ جزَّاراً يعْبثُ برقابِ الضَّحَايا ويستَمتِعُ بدمائِها الّتي تَسيلُ دونَ رحمةٍ أو شفقةٍ، ولسْتُ تاجِراً يُتاجرُ بأموالِ النَّاسِ وأرواحِهم وأعراضِهم وشَرفِهم، ولسـْتُ سيَّافاً تحتَ إمْرةِ الفتَّاكينَ، لأنتزعَ حياةَ الأبرياءِ بضرباتِ السُّيوفِ.

ولستُ شاعراً مُتملِّقاً يستَميلُ القلوبَ بالكذِبِ والنِّفاقِ، ولسْتُ مُطـرِباً صاعِـداً يُرقِصُ جمهورَهُ الأبلَهَ السَّكرانَ بالخبْطِ على الأرضِ والَّلبطِ على الحِيطانِ. ولسْتُ عصَاً بيدِ الرُّعاة ليهشُّوا بها على الأغـنامِ، ولسْتُ كرةَ قدمٍ يتَقاذفُها المجانينُ على الأقدامِ، ولستُ منَ المتخلِّفينَ الّذينَ ينْظرونَ إلى المرأةِ نظرَتَهم إلى وليمةِ الطَّعامِ. ولسْتُ برْقاً ولا زلْزالاً ولا بُركاناً ولا عاصِفةً ولا فيضَاناً ولا ناراً تتلاعَبُ بأرواحِ الأنامِ، ولسْتُ أُكذوبةً تاريخيَّةً تخُطُّها أنامِلُ الأقوياءِ العِظامِ ممَّنْ صنَعُوا بطولاتِهم على ريْشِ النَّعامِ.

إنَّني صيَّادُ غزالَتي الّتي جئْتُ بها إلى حديقةِ حُبِّي؛ لتَرعَى مُطمئِنَّةً في ربوعِ روحي؛ كيْ تَعيشَ في سعادةٍ غامِرةٍ، فتَسْعدَ وتُسْعِدَني!

إنَّني جزَّارٌ أزرعُ الجَزرَ وأقدِّمُهُ طعاماً لأرانبِ الغاباتِ! إنَّني تاجِرٌ أشْتري منْ قلوبِ البشرِ الحِقدَ والكراهيَةَ والضَّغينةَ، وأمنَحُهم رسائلَ الحبِّ والإنسانيَّةِ والرَّحمةِ دونَما مقابلٍ!

إنّني سيَّافٌ أُدافعُ عنِ الحقِّ، وأُنصِفُ المظلُومينَ، وأضرِبُ على أيْدي الظَّالمينَ!

إنّني شاعرٌ أَسْكبُ كلِماتي غرَاماً، وحبِّي هُياماً، وإنسانيَّتي شِعراً ونثراً!

إنَّني مُطْرِبٌ ومُطرَبٌ، أُطرِبُ نفسِي بألحانِ حُبِّي في ساعاتِ وَجْدي، وأَطرَبُ لكلِّ همْسةٍ ساحِرةٍ، ولكلِّ نغْمةٍ عذْبةٍ.

إنَّني قضيْبٌ منَ الرَّيْحانِ أجْتذِبُ الأرواحَ العاشِقةَ إلى ظِلِّيَ الُمنْتشِي بأريجِ الحبِّ والحَنانِ!

إنَّني لاعِبٌ ماهِرٌ أعرفُ كيفَ أداعِبُ أوراقَ الوردِ، وكيفَ أُحرِّكُ مشاعِرَ الحـبِّ في أعماقِ البشرِ!

إنَّني مُتخلِّفٌ عنِ العصْريِّين الَّذينَ يَرونَ المرأةَ وسيلةَ دعايةٍ وتِجارةٍ، ولُعبةً يَلهَونَ بها كلَّمَا ثارَتْ هَمجِيَّتُهم الغريزيَّةُ، ومُتقدِّمٌ على المتَخلِّفينَ الّذينَ يَحبِسُون المرأةَ بينَ القُدورِ والصُّحونِ، ويُقيِّدُونَها بحِبالٍ تَمتدُّ بها بينَ المطبخِ والسَّريرِ! فأنا لسْتُ منْ أولِئكَ، ولا مِن هَؤلاءِ!

إنَّني معَ ذاتِي الإنسانَّيةِ الّتي تَرى مِن حبيبتِي وشريكتِي روحَاً إنسانيَّةً! وأنا معَ فِكْريَ المبدِعِ الّذي يُحاوِرُ فكرَ حبيبتِي وينتقِدُهُ، ويستمِعُ إلى نقْدِه؛ لأنَّني مُؤمِنٌ بأنَّ وراءَ كلِّ عظيمٍ امرأةٌ.

إنَّنِي شُعاعٌ منَ الحبِّ، وطيْفٌ منَ الأملِ والذِّكْرى! إنَّني ربيعٌ هادِئٌ هائِمٌ بحبِّ الخيرِ والسَّلامِ لكلِّ كائناتِ الوجودِ!!

إنَّني بحرٌ هادِئُ الأمْواجِ على الكائناتِ الحيَّةِ الطيِّبةِ، وثائرٌ على الحِيتانِ الضَّاريةِ!

إنَّني نسِيمٌ ساحِرٌ أرسُمُ ابتساماتِ الحبِّ على شِفاهِ الزُّهورِ، وأرسُمُ علاماتِ الأملِ على جِباهِ الأطفالِ، وأُغازِلُ الطُّيورَ والعصافيرَ والفَراشاتِ.

إنَّني جدولٌ عذْبٌ رقراقٌ، تتَغنَّى بهِ الطُّيورُ، وتَنهَلُ مِن مَعِينِه سلْسَبيلَ الحياةِ، وأَرْوِي حُقولَ الفقراءِ، وأُطفِئُ غليلَ الظَّامِئينَ إلى الماءِ!

إنَّني ثلجٌ ناعِمٌ بيدِ الأطفالِ والعُشَّاقِ، أُلبِسُ الطَّبيعةَ فرْواً ناعِماً يُبشِّرُ بالخيرِ والعطاءِ.

 الشارقة في 20/3/2012                           

Recommend0 هل أعجبك؟نشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات