Skip to main content
search

فِدىً لِبَني ذُهلِ اِبنِ شَيبانَ ناقَتي

وَراكِبُها يَومَ اللِقاءِ وَقَلَّتِ

هُمُ ضَرَبوا بِالحِنوِ حِنوِ قُراقِرٍ

مُقَدِّمَةَ الهامَرزِ حَتّى تَوَلَّتِ

فَلِلَّهِ عَينا مَن رَأى مِن عِصابَةٍ

أَشَدَّ عَلى أَيدي السُقاةِ مِنَ الَّتي

أَتَتهُم مِنَ البَطحاءِ يَبرُقُ بَيضُها

وَقَد رُفِعَت راياتُها فَاِستَقَلَّتِ

فَثاروا وَثُرنا وَالمَنِيَّةُ بَينَنا

وَهاجَت عَلَينا غَمرَةٌ فَتَجَلَّتِ

وَقَد شَمَّرَت بِالناسِ شَمطاءُ لاقِحٌ

عَوانٌ شَديدٌ هَمزُها فَأَضَلَّتِ

كَفَوا إِذ أَتى الهامَرزُ تَخفِقُ فَوقَهُ

كَظِلِّ العُقابِ إِذ هَوَت فَتَدَلَّتِ

وَأَحمَوا حِمى ما يَمنَعونَ فَأَصبَحَت

لَنا ظُعُنٌ كانَت وُقوفاً فَحَلَّتِ

أَذاقوهُمُ كَأساً مِنَ المَوتِ مُرَّةً

وَقَد بَذَخَت فُرسانُهُم وَأَذَلَّتِ

سَوابِغُهُم بيضٌ خِفافٌ وَفَوقَهُم

مِنَ البيضِ أَمثالُ النُجومِ اِستَقَلَّتِ

وَلَم يَبقَ إِلّا ذاتُ رَيعٍ مُفاضَةٌ

وَأَسهَلَ مِنهُم عُصبَةٌ فَأَطَلَّتِ

فَصَبَّحَهُم بِالحِنوِ حِنوِ قُراقِرٍ

وَذي قارِها مِنها الجُنودُ فَفُلَّتِ

عَلى كُلِّ مَحبوكِ السَراةِ كَأَنَّهُ

عُقابٌ هَوَت مِن مَرقَبٍ إِذ تَعَلَّتِ

فَجادَت عَلى الهامَرزِ وَسطَ بُيوتِهِم

شَآبيبُ مَوتٍ أَسبَلَت وَاِستَهَلَّتِ

تَناهَت بَنو الأَحرارِ إِذ صَبَرَت لَهُم

فَوارِسُ مِن شَيبانَ غُلبٌ فَوَلَّتِ

وَأَفلَتَهُم قَيسٌ فَقُلتُ لَعَلَّهُ

يَبِلُّ لَئِن كانَت بِهِ النَعلُ زَلَّتِ

فَما بَرِحوا حَتّى اِستُحِثَّت نِساؤُهُم

وَأَجرَوا عَلَيها بِالسِهامِ فَذَلَّتِ

لَعَمرُكَ ما شَفَّ الفَتى مِثلُ هَمِّهِ

إِذا حاجَةٌ بَينَ الحَيازيمِ جَلَّتِ

أعشى قيس

أعشى قيس (7 هـ/629 -570 م) من أصحاب المعلقات كان كثير الوفود على الملوك من العرب، والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعرًا منه. كان يغني بشعره فلقب بصنّاجة العرب.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024