Skip to main content
search

عن السامرية بنت المعتوهي, حدثتني يوما و نحن بسفر, نعتلي الهودج لبعيرين كانا يسيران على الطريق الشامي, فقالتـ : قد امتزنا نحن معشر النساء بالدهاء, و الولع بالمال و الجاه. صادف يوما ان تعاهدت و الشاه النورماندي على ان ياخدي لعرينه بالبلاد البعيدة, و ما ان حلت الساعة, حتى كان الخبر قد انتشر بين الخلق, و دبت الغيرة بنفوس معضمهن, فقد كان دو صيت بكل المعمورة.

ما ان حانت الساعة, جمعت العدة و غادرنا الخيام مع الفجرية,مشينا بعد ميلين و قد اشرقت شمس الصبحية, استوقفتنا احدى العير بها غازية دات وجه مليح, كانت تحمل عصاها و تعش غنمها و كلاب الرعي تحوم بقطيعها, فجاة نسمع صياحها و استنجادها بنا, ما كان منا الا ان هرعنا لانقاضها و مواساتها في محنتها.

لكن يبدو انها كانت تبحث عن النورماندي و تحاول رمي شباكها نحوه, فما كان مني و قد ادركت دلك و شاهدتها تعانقه بشدة و تطوقته, تركتها حتى استرجعت انفاسها و اطمئنت لكلينا,ابتسمت ضاحكة و همست في سمها قائلة: لا تفرحي كثيرا ايتها الجميلة, اما وقد دنوت من ماربك, ان هدا الرجل مصاب بالفصام, و هو لن يتدكرك بتاتا بعد هده الليلة, و ما انا الا راعيته اسهر على راحته و اعطيه البلسم كلما رجع لحاله من النسيان.

فزعت من قولي و ركضت كالحصان البري, و اختفت عن الانظار بين المروج لن نتدري اي وجهة تبغي. فما قولك من هدا الحديث؟

ابتسمت لها قائلة: اخاف ان تلحقها قبل وصولها لعيرنها و قد صارت درويشة او راهبة,فلا احد يسلم من لؤم المتصنعات.

مشاركات الأعضاء

الدنيا لا تزال بخير!

أحمد علي سليمان عبد الرحيمأحمد علي سليمان عبد الرحيم

اترك ردا

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024