السامرية و النورمندي.

عن السامرية بنت المعتوهي, حدثتني يوما و نحن بسفر, نعتلي الهودج لبعيرين كانا يسيران على الطريق الشامي, فقالتـ : قد امتزنا نحن معشر النساء بالدهاء, و الولع بالمال و الجاه. صادف يوما ان تعاهدت و الشاه النورماندي على ان ياخدي لعرينه بالبلاد البعيدة, و ما ان حلت الساعة, حتى كان الخبر قد انتشر بين الخلق, و دبت الغيرة بنفوس معضمهن, فقد كان دو صيت بكل المعمورة.

ما ان حانت الساعة, جمعت العدة و غادرنا الخيام مع الفجرية,مشينا بعد ميلين و قد اشرقت شمس الصبحية, استوقفتنا احدى العير بها غازية دات وجه مليح, كانت تحمل عصاها و تعش غنمها و كلاب الرعي تحوم بقطيعها, فجاة نسمع صياحها و استنجادها بنا, ما كان منا الا ان هرعنا لانقاضها و مواساتها في محنتها.

لكن يبدو انها كانت تبحث عن النورماندي و تحاول رمي شباكها نحوه, فما كان مني و قد ادركت دلك و شاهدتها تعانقه بشدة و تطوقته, تركتها حتى استرجعت انفاسها و اطمئنت لكلينا,ابتسمت ضاحكة و همست في سمها قائلة: لا تفرحي كثيرا ايتها الجميلة, اما وقد دنوت من ماربك, ان هدا الرجل مصاب بالفصام, و هو لن يتدكرك بتاتا بعد هده الليلة, و ما انا الا راعيته اسهر على راحته و اعطيه البلسم كلما رجع لحاله من النسيان.

فزعت من قولي و ركضت كالحصان البري, و اختفت عن الانظار بين المروج لن نتدري اي وجهة تبغي. فما قولك من هدا الحديث؟

ابتسمت لها قائلة: اخاف ان تلحقها قبل وصولها لعيرنها و قد صارت درويشة او راهبة,فلا احد يسلم من لؤم المتصنعات.

Recommended1 إعجاب واحدنشرت في مشاركات الأعضاء

قد يعجبك أيضاً

تعليقات