Skip to main content
search

ياجامِعَ الشَملِ بَعدَما اِفتَرَقا

قَدِّر لِعَيني بِمَن أُحِبُّ لِقا

وَيا مُجيرَ المُحِبِّ مِن فَرَقِ ال

فِراقِ عَجِّل وَأَذهِبِ الفَرَقا

عافِ مِنَ السُقمِ مُبتَلىً بِهَوى

مانَفَعَت فيهِ عوذَةٌ وَرُقى

أَجِر بِوَصلِ الحَبيبِ قَلبِيَ مِن

طَوارِقِ الهَجرِ وَاِفتَحِ الطُرُقا

وَلا تُسَلِّط أَذى الفِراقِ عَلى

ضَعفي فَما لي عَلى الفِراقِ بَقا

وَلا تُؤاخِذ فَلَستُ أَوَّلَ مَن

بِخَيسِ عَهدِ الحِسانِ قَد وَثَقا

أَنا الَّذي رامَ مِن أَحِبَّتِهِ

حَظّاً بِلُقياهُم فَما رُزِقا

وَهَل مُطيقٌ عَلى النَوى جَلَداً

صَبٌّ لِغَيرِ الغَرامِ ما خُلِقا

أَحِبَّتي ما الَّذي أَضَرَّ بِكُم

قُربِيَ بَعدَ النَوى لَوِ اِتَّفَقا

جودوا وَعودوا فَدَيتُكُم دَنِفاً

نِضوَ سَقامٍ عَلى الفِراشِ لَقى

حَسِبتُ يَومَ الوَداعِ أَنَّ مَعي

قَلبي وَلَم أَدرِ أَنَّهُ سُرِقا

إِنَّ فُؤادي فَراشُ شَوقِكُمُ

صادَفَ نارَ الغَرامِ فَاِحتَرَقا

وَإِنَّ وَجدِيَ الَّذي أَراقَ دَمَ ال

عَينِ لَدَمعٌ أَهدى لَها الأَرَقا

واعَجَباً لايَزالُ ذا ظَمَإٍ

إِنسانُ عَينٍ بِدَمعِها غَرِقا

قَد أَظلَمَت عيشَتي وَلَستُ أَرى

إِلّا بِكُم مَشرِقاً لَها أُفُقا

فَأَسأَلُ اللَهَ أَن يُعيدَكُمُ

وَيَجمَعُ الشَملَ بَعدَما اِفتَرَقا

ابن سهل الأندلسي

أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي (605 هـ / 1208 - 649 هـ / 1251)، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب، ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس العلم والأدب فيها.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024