Skip to main content
search

عَتَبَت عَلَيكَ مَليحَةُ العَتبِ

غَضبى مُهاجِرَةً بِلا ذَنَبِ

قالَت أَما تَنفَكُّ ذا أَمَلٍ

مُتَنَقِّلاً شَرِهاً عَلى الحُبِّ

كَلّا وَأَيديهِنَّ دامِيَةٌ

في عُقلِها بِمَواقِفِ الرَكبِ

ما كانَ في زَعمٍ هَواكِ وَلا

أَضمَرتُ غَيرَ هَواكِ في قَلبي

قالَت عَسى قَولٌ يُمَرِّضُهُ

ما صَحَّ باطِنُهُ مِنَ العَتبِ

إِنَّ الزَمانَ رَمَت حَوادِثَهُ

هَدَفَ الشَبابِ بِأَسهُمٍ شُهبِ

فَبَقيتُ مُضنىً في مَحَبَّتِها

مُرَّ الوِصالِ مُكَرَّهَ القُربِ

مِن بَعدِ ما قَد كُنتُ أَيَّ فَتىً

كَقَضيبِ بانٍ ناعِمٍ رَطبِ

فَإِذا رَأَتني عَينُ غانِيَةٍ

قالَت لِرائِدِ لَحظِها حَسبي

يا صاحِ إِنَّ الدَهرَ صَيَّرَني

ما قَد تَرى قِشراً عَلى عَضبِ

ما زالَ يُغري بي حَوادِثَهُ

وَيَزيدُني نَكباً عَلى نَكبِ

حَتّى لَأَبقاني كَما تَرَني

صَمصامَةً مَفلولَةَ الغَربِ

إِنّي مِنَ القَومِ الَّذينَ بِهِم

فَخَرَت قُرَيشُ عَلى بَني كَعبِ

صَبرٌ إِذا ما الدَهرُ عَضَّهُمُ

وَأَكُفُّهُم خُضُرٌ لَدى الجَدبِ

وَلَهُم وِراثَةُ كُلِّ مَكرُمَةٍ

وَبِهِم تُعَلِّقُ دَعوَةُ الكَربِ

وَإِذا الوَغى كانَت ضَراغِمَةً

وَعَلَت عَجاجَةُ مَوقِفٍ صَعبِ

لَبِسوا حُصوناً مِن حَديدِهِمُ

صَبّارَةً لِلطَعنِ وَالضَربِ

حَتّى تُبَلِّغَهُم شِفائَهُمُ

مِن ثارِهِم في مَوقِفِ الحَربِ

وَعَدَت جِيادُهُمُ بِكُلِّ فَتىً

يَعصى بِقائِمِ مُنصُلٍ عَضبِ

مَرٍّ إِذا بَلَغَت حَفيظَتَهُ

حَلوِ الرِضا في سِلمِهِ عَذبِ

عبد الله بن المعتز

عبد الله بن المعتز بالله وهو أحد خلفاء الدولة العباسية. كان أديبا وشاعرا ويسمى خليفة يوم وليلة. ولد في بغداد، وأولع بالأدب، فكان يقصد فصحاء الأعراب ويأخذ عنهم. وصنف كتباً كثير، وهو مؤسس علم البديع.

Close Menu

جميع الحقوق محفوظة © عالم الأدب 2024